القراءة في المُصحف أفضل



يتساءلُ بعض المؤمنين عن وجود الفارق بين قراءة القرآن الكريم في المُصحف وبين قراءته في غيره، كالأجهزة الإلكترونية مثلا، وجوابنا دائمًا أن القراءة من المصحف الشريف أفضلُ فلها منافعُ كثيرةٌ بالإضافة للثواب العظيم، ومن الروايات التالية نتبيَّن شيئًا من ذلك:

الأولى: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مَن قرأَ القرآن في المُصحف مُتِّعَ ببصره، وخُفِّف عن والديه وإن كانا كافرَين. [أصول الكافي، ج٢، باب قراءة القرآن في المصحف، ح١].

الثانية: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قراءةُ القرآن في المُصحف تُخفِّفُ العذاب عن الوالدين ولو كانا كافرَين. [أصول الكافي، ج٢، باب قراءة القرآن في المصحف، ح٤].

عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جُعِلت فداك إني أحفظُ القرآن على ظهر قلبي فأقرؤه على ظهر قلبي أفضلُ أو أنظرُ في المصحف؟ قال: فقال لي: بل اقرأهُ وانظرْ في المُصحف فهو أفضل، أما عَلِمتَ أن النظر في المُصحف عبادة. [أصول الكافي، ج٢، باب قراءة القرآن في المصحف، ح٥].

الروايات الشريفة تُشير إلى أن نفسَ النظر إلى المُصحف عبادةٌ كما في رواية إسحاق بن عمار، فقراءة القرآن عبادةٌ لوحدها، والنظر في المصحف عبادةٌ لوحدها، وهذا يعني زيادةً في الثواب.

كما أن نفس القراءة في المُصحف تُخفِّف العذاب عن الوالدين ولم تشترطْ الروايةُ أن ينوي القارئُ ذلك، فما أجملَها وأعظمَها من هديةٍ نُقدِّمها لآبائنا بكل يُسر، وبالإضافة إلى ذلك فإنه مفيدٌ للبصر كما في الرواية الأولى.

من هذه الروايات وغيرها يتضح لنا أن القراءة في المُصحف أفضلُ من القراءة في غيره أو عن ظهر قلب.

محمود سهلان
الجمعة ١٢ شوال ١٤٤١هـ
الموافق ٥ يونيو ٢٠٢٠م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون