المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٩

من هنا وهناك (٣٩) المبادرةُ لكسرِ الحواجز

صورة
من هنا وهناك (٣٩) المبادرةُ لكسرِ الحواجز قد يصعب أن تطلب من أحدٍ شيئًا أحيانا، فمهما كان القُرب بينك وبين الآخر فالنفس لا تقبل ذلك عادة، فتكون في حاجةٍ لغرضٍ ما أو لاقتراض مبلغٍ من المال لكنك تمتنع عن ذلك، وكذلك قد يكون غيرك يعيش نفس الحالة ولا يسألك حاجته. يُنقل عن إحدى المؤمنات أنها كانت تسعى لكسر الحاجز مع جاراتها، فقامت بالمبادرة بنفسها، حيث إنها قامت بطلب غرضِ مّا من إحدى جاراتها، وفي المرة التالية طلبت غرضًا آخر من جارة ثانية، وفي المرة الثالثة من جارة أخرى، مع أنها في الواقع لم تكن محتاجةً لما سألت من جاراتها، ولكنَّهنَّ قدَّمنَ لها ما سألت برحابة صدر. ثم ماذا؟ النتيجة أن الجارات صِرنا يطلبنَ منها ما يَحتجنَ من أدواتٍ ومواد، بل إن إحداهُنَّ قالت لها: عِشتُ لسنواتٍ طوالٍ هنا ولم أطلب من أحدٍ شيئًا، لكنني اليوم أتمكَّن أن أطلب منك. بهذه الطريقة التي قامت بها هذه المؤمنة تمكَّنت من كسر الحاجز بينها وبين جاراتها، وتحقَّقَ ما أرادت من تقاربٍ بينها وبينهن، بل وارتفع مستوى العلاقة بين الجارات جميعا، وذلك لهذا التصرف البسيط والنيَّة الصادقة من هذه المرأة. ه

مفاتيح فقهية (٤) في أقسامِ المياه

مفاتيح فقهية (٤) في أقسامِ المياه ينقسم ما يُستعمل فيه لفظُ الماء إلى قسمين: الأول: ماءٌ مطلق: وهو ما يصح استعمال لفظ الماء فيه بلا مضافٍ إليه، كماء البحر أو النهر أو البئر أو غيرها، فترى أنك تقولُ: ماء البحر -مثلًا- لتعيين الماء لا لتصحيح استعمال لفظ الماء فيه. • الماء المطلق طاهرٌ ومطهّر، وينقسم إلى: ما لا مادةَ له، أو ما له مادة. أ- ما لا مادة له: إما قليلٌ لا يبلغ مقداره الكر ينفعل بملاقاة النجس، أو كثيرٌ يبلغ مقداره الكر فلا ينفعل بملاقاة النجس إلا إذا تغيَّر لونه أو طعمه أو ريحه تغيرًا فعليًا أو ما هو بحكمه بسبب ملاقاته. ب- ما له مادة: وينقسم إلى ما تكون مادتُهُ طبيعية، وما لا تكون مادته طبيعية. ١- ما تكون مادته طبيعية، وهذا إن صدقَ عليه ماء البئر أو الماء الجاري لم ينجس بملاقاة النجاسة وإن كان أقلَّ من الكر، إلا إذا تغيَّرت أوصافه الثلاثة. أما الراكد النابع على وجه الأرض فالأقوى انفعاله بملاقاة النجاسة. ٢- ما لا تكون مادته طبيعية، كماء الحمَّام وغيره، فما في الحياض الصغيرة إذا كان متصلًا بالمادة بحيث بلغت كرًّا اعتصمت، ولم تتنجَّس بمجرد ملاقاة النجس

من هنا وهناك (٣٨) الطريقُ هو التكليف

من هنا وهناك (٣٨) الطريقُ هو التكليف من الأمور التي تُعطِّل العمل البحث عن النتيجة في نفس الوقت، فإذا لم نجد النتائج ظاهرةً متحقّقةً أمامنا فإننا نتراجع ونتوقف عن العمل، ونتعرض لليأس والقنوط، فتتوقف مشاريعنا الشخصية والمجتمعية لهذا السبب. ينبغي الالتفات إلى أن النتائجَ لا تتعلق بأفعالنا فقط، فما نقوم به هو جزءٌ من المعادلة وليس كل المعادلة، فهناك ظروفٌ محيطةٌ وأطرافٌ أخرى تتدخّل في طريق النتيجة، وقد تكون مساعدةً تارةً بينما قد تكون مُفسدةً ومُؤخِّرةً للنتائج تارةً أخرى. كذلك بعض الأعمال خصوصًا الفكرية والثقافية منها تحتاج لسنواتٍ طوال قد تتجاوز عمر الفرد الواحد بمرتين وثلاث، فيكون البحث عن نتيجةٍ سريعةٍ فيها ليس أكثر من لغوٍ وتضييعٍ للوقت، حيثُ إن الظرفَ الزمنيّ لا يتسعُ لتحقيقها ولا يمكن أن نختصرّه على أي حال. لما مرَّ من بيانٍ أقول أن على العاملين في المجتمع أن يصبّوا اهتمامهم بالدرجة الأولى على مسألة اختيار الطريق الصحيح المُوصِل للنتائج المطلوبة، أما مسألة تحقُّق النتائج فهي بيد الله تعالى ولا نملك من هذه الجهة إلا الدعاء والتوسل إليه جلَّ وعلا. إن قدوتنا في ذ

من هنا وهناك (٣٧) الذنبُ يمنع الاستجابة

من هنا وهناك (٣٧) الذنبُ يمنع الاستجابة كثيرًا ما نتوجه لله تعالى بالدعاء، بل وي ُكثر بعضنا من الدعاء، ولا يترك فرصةً تمر إلا ويتوسل فيها إلى الله تعالى، طلبًا لقضاء الحوائج ودفع الشرور عنه، لكننا نجد أن دعواتنا لا تُستجاب والشرور لا تندفع عنا.. مسألة استجابة الدعاء لها حيثياتٌ وجوانبُ كثيرةٌ لا يحيط بها إلا الله تعالى ومن منحه الله ذلك، إلا أن بعض الجوانب والعناوين العامة معلومةٌ إجمالًا للمؤمنين، حيث ذكرت الآيات والروايات بعضها، مع بقاء التفاصيل الشخصية المتعلقة بنفس المتوسل خافيةً على غير الله سبحانه وتعالى. من الجوانب التي لها الأثر الكبير جدًا في استجابة الدعاء من عدمها هي أعمالنا، فارتكاب الذنوب قد يُشكِّل مانعًا من استجابة الدعاء، فلو أن المؤمن نأى بنفسه عن المعاصي لارتفع المانع، ثم أن هذه الذنوب تؤثر على أنحاء مختلفةٍ كما أشار أمير المؤمنين (ع) في دعاء كميل، حيث قال: "اللهم اغفرْ لي الذنوبَ التي تهتك العِصم، اللهم اغفر لي الذنوب التـي تُنزل النِقم، اللهم اغـفر لي الذنوب التي تُغير النعم، اللهم اغـفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء، اللـهم اغفر لي الذنوب التي ت

من هنا وهناك (٣٦) القناعةُ ليست علّة الامتثال

من هنا وهناك (٣٦) القناعةُ ليست علّة الامتثال الكثير من الأحكام الشرعية يهجرها بعضُنا بحجة عدم الاقتناع بالفعل، والمطالبة بمعرفة مِلاك الوجوب أو مِلاك الحرمة، بينما أن معرفة الملاك ليس من وظيفة المكلَّف، إنما عليه الامتثال سواء عرفه أم لا، واقتنع قناعةً شخصيةً أم لا.. الامتثال مطلوبٌ للمكلف بما أن المولى أمر به ووعد بالكمال عليه والعقاب على مخالفته، فينبغي للعبد أن يمتثل تعبُّدًا لأنه حقٌّ للمولى، وهو الله تعالى، فالإيمان كافٍ ليبعث العبد نحو أوامر المولى ويزجره عن نواهيه، فكلما ثبت أنه مرادٌ للمولى إيجادًا أو إعدامًا لزم أن يمتثل له العبد، ولا يأتي الكلام عن القناعة الشخصية أبدا. حسب ما مرّ بيانه نقول: أن تخلّف العبد عن الامتثال حينها إنما هو بسبب خللٍ في إيمانه وإذعانه لله تعالى، أو جهله بطبيعة العلاقة بينه وبين مولاه، وليست المسألة راجعةٌ للقناعة في الواقع، حتى لو كان ظاهر الأمر رجوعها للقناعة. من الأمثلة التي تكرّر ذكرها، ولا زلنا نحتاج للتذكير بها مسألة الحجاب الشرعي، فالكثير ممّن لا يتحلَّينَ بارتداء الحجاب الشرعي يُبرِّرنَ ذلك بعدم اقتناعهن، بل ويُبرر آبائهن وأ

من هنا وهناك (٣٥) الطمأنينةُ بذكر الله

من هنا وهناك (٣٥) الطمأنينةُ بذكر الله يتعرّض الإنسان في حياته للكثير من البلاءات، قد تكون متفاوتةً لكنْ لا تخلو حياة أي فردٍ منها، بين ألمٍ ومرضٍ وموت حبيبٍ وغير ذلك، تبقى تدور حياة الإنسان، ويظل في توترٍ وخوفٍ كلما واجهَه شيءٌٍ ما. في خضمّ هذا كله يحتاج الإنسان لجهةٍ يستند إليها تهون عليه الخُطوب، حتى الصبر الذي نطلبه منه يصعب وربّما يستحيل دونها، وتلك الجهة لا بدّ أن تكون قويةً غنية، بل لا بد أن تكون غنيةً مطلقا، وإلا فإنها ستكون محتاجةً لما يعطيها الأمن والطمأنينة. الله سبحانه وتعالى هو الغني المطلق الذي يُغني عن كل شيءٍ بغناه وقوته، فمهما أصابك من مصاعبَ وهمومٍ الجأ إليه تهدأ نفسك، ويطمئن قلبك، وهذه الطمأنينة تشتدُّ كلما زاد الإيمان قوةً واشتد الارتباط. نعم ينبغي للمؤمن أن يذكر الله كثيرًا بقلبه ولسانه وعمله كي يتمكّن من تحصيل الطمأنينة، فالإنسان محتاجٌ للأمن والطمأنينة بشكلٍ مستمر، وهذا لا يكون إلا بالشعور الدائم بوجود الله تعالى معه. قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرعد

من هنا وهناك (٣٤) الغفلة تُورِث الحسرة

من هنا وهناك (٣٤) الغفلة تُورِث الحسرة من الأمور التي ينبغي مراعاتها عدم الوقوع في الغفلة، سواء كانت في نفس الإيمان حيث أشار القرآن أن هناك من أسلم لكنّ الإيمان لم يدخل قلبه، أو في أعمالنا العبادية كالغفلة التي يواجهها المصلون في صلاتهم، أو في أعمالنا المعاملاتية -إن صحّ التعبير- كصلةِ الأرحام واستحالتها قطيعة وبرُّ الوالدين وغيرها من أعمال. المشكلة العظيمة في الغفلة وبالخصوص في الإيمان أن انتباهنا منها قد لا يكون إلا حينما يُقضى الأمر، فتُوقِعنا في الحسرة والندامة، فمن يضمن أنه ينتبه من غفلته في الدنيا -قبل الآخرة- وهي دار العمل؟ لشدة خطرِ الغفلة كان لازمًا على المؤمن أن يتذكر بكل الطرق المتاحة، ولذلك نجد أن الشارع المقدس جعلَ للإنسان طرقًا كثيرةً جدًا ليتذكر، منها الذكر اللساني كالتسبيح والتهليل، ومنها الحج والعمرة، ومنها الصلوات الواجبة ونوافلها، وغيرها من الطرق المتعددة، بل وبَعث المؤمنين نحو تذكير بعضهم بعضا، وجعل لذلك أجرًا عظيما. نفهم ما مرّ من كلامٍ من قوله تعالى: (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)