المشاركات

عرض المشاركات من 2021

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الخامس والثمانون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال الخامس والثمانون:      في مسألة اللعن يختلف الحال بينما إذا قال الإمام (عليه السلام): (لَعَنَه الله) مُطلقًا، وإذا كان اللعن لأمرٍ ما كأنْ يقول الإمام (عليه السلام): (لَعَنَه الله لأنَّه كذا)، أيْ كان اللعن لسلوكٍ معينٍ لا لسلوكه العام، وفي هذا الثاني هل يكون هذا طردًا من رحمة الله أم له مُرادٌ آخر؟ نُجيب عن هذا السؤال في محله.   تنبيهٌ:    كتاب اختيار معرفة الرجال للكشِّي فيه الكثير من المعارف، وما يؤخِّره عن كتاب النجاشي اعتماد الشيخ النجاشي على الأحاديث الصحيحة فقط في التوثيقات، حيث إنَّه كان لا يستدل على وثاقة أحدٍ إلا بروايةٍ صحيحة السند، أمَّا الكشِّي في كتابه فلم يتخذ هذا المنهج، وذلك لأمرين: الأول: بناءُ المتقدمين على أصالة عدالة المسلم، فإذا كان الراوي لم يُوثَّق ولم يرد فيه قادحٌ أُخِذ بروايته لهذه الأصالة، والثاني: هو الاستغناء بالتضافر أو الاستفاضة في الروايات عن النظر في السند، وهو ممَّا بنى عليه السيد الخوئي ك

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الرابع والثمانون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال الرابع والثمانون:   في الرواة المباشرين عن الأئمَّة (عليهم السلام):   مقدِّمةٌ:    نعتقد نحن الشيعة بعصمة أربعة عشر شخصًا، هم النبيُّ وفاطمة والأئمة من ولدها (صلوات الله عليهم) لا غير، ولا نقول بعدالة الصحابة ولا عصمة العلماء والفقهاء مهما بلغوا من الفضل، لذلك لا يصح أنْ نقدِّم أقوالهم على أقوال وأفعال وتقريرات المعصومين من أهل بيت الرسالة (صلوات الله عليهم)، وكذا لا يصح أنْ نُعامِل الأصحاب -والكلام في خصوص الرواة في المقام- كأنهم معصومون لِمَا يترتب عليه من مشاكل كثيرةٍ عند البحث في أحوالهم.    بطبيعة الحال غير المعصوم من شأنه أنْ يقع في الخطأ، حتى أَجلُّ الأصحاب لم يَسْلَموا من ذلك، لكنَّ هذا لا يقدح في إيمانهم ولا في وثاقتهم بمجرَّدِه، ومن ذلك ما رواه الكشِّي في رجاله عن الباقر (عليه السلام)، قال: "ارتدَّ الناس إلا ثلاثة نفرٍ، سلمان وأبو ذرٍّ والمقداد، قال: قلت: فعمار؟ قال: قد كان جَاضَ جَيضَةً ثمَّ رجع، ثمَّ قال:

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثالث والثمانون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال الثالث والثمانون:   تتمة الكلام في الرواية السابقة:    قال (عليه السلام): "أمَّا قول الواصفين: إنَّه ينزِلُ تبارك وتعالى، فإنَّما يقول ذلك من يَنسِبه إلى نقصٍ أو زيادةٍ" ، والمراد بالواصفين مَن يصفون الله تعالى بصفات المخلوق، وهم غير الشيعة الإمامية على أيِّ حال، أمَّا جمهور العامَّة اليوم في حَيرة، فلا يستطيعون التجسيد، ولا يستطيعون ترك ونفي رواياتهم التي تحتوي على القول بالتجسيد، ونكتفي بهذا الحد.    لماذا من وَصَفَهُ تعالى بذلك من الحركة وما شابه ينسبه إلى نقصٍ أو زيادةٍ؟    نرجع في الجواب إلى كبرى معلومة، هي: عندما أتحرَّك إنما أُريد أنْ أسدَّ نقصًا أو أنْ أتخلَّص من زائدٍ، فكلُّ حركةٍ فهي ناتجةٌ عن انفعالٍ، تُدرِك أو تشعُر بأمرٍ معينٍ فتحتاج للحركة، فالإشكال الأصل هو الداعي للحركة، وهذا النزول مُظهِرٌ لوجود هذا الداعي، وهو ممتنعٌ عليه تعالى، فهو لا ينفعل بأمرٍ خارجيٍّ، والانفعال والداعي لا يقال إلا في المحتا

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثاني والثمانون

صورة
تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال الثاني والثمانون:   أبواب الكلِّيات المتعلِّقة بأصول الدين وما يناسبها - ب٢٩ - أنَّ الله سبحانه لا يُوصَف بحركةٍ ولا انتقال:    [١٦٩] الرواية الأولى: محمَّد بن يعقوب، عن محمَّد بن أبي عبد الله، عن محمَّد بن إسماعيل البَرْمَكِي، عن عليِّ بن عباس الجَرَاذيني، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفرٍ الجعفري، عن أبي إبراهيم (عليه السلام)، قال: ذُكِرَ عنده قومٌ يزعُمُون أنَّ الله سبحانه ينزِلُ إلى السماء الدنيا، فقال: إنَّ الله لا ينزِلُ ولا يحتاج إلى أنْ ينزِل، إنَّما مَنْظَرُه في القُرْبِ والبُعْدِ سواءٌ، لم يَبعدْ منه قريبٌ ولم يَقربْ منه بعيدٌ، ولم يحتجْ إلى شيءٍ، بل يُحتَاج إليه وهو ذو الطَّولِ لا إله إلا هو العزيز الحكيم. أمَّا قول الواصفين: إنَّه ينزِلُ تبارك وتعالى، فإنَّما يقول ذلك من يَنسِبه إلى نقصٍ أو زيادةٍ، وكلُّ مُتحرِّكٍ يحتاج إلى مَن يُحرِّكُه أو يَتَحَرَّك به، فمن ظنَّ بالله الظنون هَلَكَ، فاحذروا في صفاته من أنْ تقفوا له على حد

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الحادي والثمانون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال الحادي والثمانون:   أبواب الكلِّيات المتعلقة بأصول الدين وما يناسبها - باب ٢٧ - أنَّ أسماء الله سبحانه كلُّها مُحدَثةٌ مخلوقةٌ وهي غيره:    [١٦٣] الرواية الأولى: محمَّد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن محمَّد بن عبد الله وموسى بن عُمَر، والحسن بن عليِّ بن عثمان، كلُّهم عن محمَّد بن سنان، قال: سألته -يعني الرضا (عليه السلام)- عن الاسم؟ فقال: صِفةٌ لموصوف.      محمَّد بن سنان يسأل في هذه الرواية عن المقصود من الأسماء والمعاني، لا أنَّه يسأل عن الدال، سواء كان الدالُّ لفظيًّا أو كتبيًّا أو غير ذلك، فهو يريد ما يدلُّ عليه الاسم، فصفة القدرة مثلًا هي التي يسأل عنها لا   عن الدال عليها، فيكون سؤاله عن علاقة القدرة بالذات، فأجابه الإمام (عليه السلام) بأنَّها: "صفةٌ لموصوف" ، ونحن نريد الحقيقة فقال له هذه صفة. ومقام التوصيف هو مقام التشخيص، وما لم يكن هناك محلٌّ لظهور الصفة لا نقول بوجود صفةٍ لموصوف،

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثمانون

صورة
  تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيِّد محمَّد السيِّد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال الثمانون:      نلاحظ اهتمام الشيخ الحرِّ العاملي بنفي مسألة العقول المجردة في روايات هذا الباب، والذي بلور ونظَّر لهذه المسألة من الطوائف الإسلامية هم الإسماعيليون، وتبدأ هذه المسألة من سؤال: كيف بدأ الله الخلق؟ وهذه النقطة إمَّا أنْ تُبحث بدقةٍ ويتحرَّز فيها الباحث بعدة قيود، وإلا فالنتائج قد تكون باطلةً، ولا يترتب على هذا البطلان شيءٌ، وقد يترتب عليه بعض المحاذير. الله سبحانه وتعالى منزَّهٌ عن كلِّ نقصٍ، وبمجرد أنْ تسأل عن كيفية أول خلقٍ وقعتَ في المحاذير، لأنَّك تدخل في مسألة فرض الزمن.    يقولون أنَّ الله خلق العقل الأول، ويشترك هذا مع الله تعالى في التنزيه، ولا يقصدون التنزيه المطلق، أمَّا الافتراق يكمن في أنَّ الله لا جهات له والعقل الأول له جهات، ومن هذه الجهات صدرتِ الأفلاك، وكلُّ جهةٍ لها فلك، وكلُّ فلكٍ له خلقه، ثم من العقل الأول صدر العقل الثاني، وما نفعله واقعًا هو الفرار من محذور صدور الكثير عن الواحد، ونلتزم بصدور