من هنا وهناك (٧١) المؤمن إلى خير..



يتعرَّض المؤمنون إلى الابتلاءات والتحديات والفتن دائما، وتكون بعضها خاصةً بدائرتهم، كما تعرضوا له من ظلمٍ واضطهادٍ في بعض الأمكنة والأزمنة، بل يكفيهم بلاءً ما يجدونه من انتشارٍ للظلم والجور والفساد في ظل غياب إمامهم -عجل الله فرجه- فتذوب قلوبهم في صدورهم مما يرون ولا يستطيعون تغييره..

وفي مراتٍ أخرى تكون البلاءات والتحديات عالمية، فيفزع هذا، ويخاف ذاك، خصوصًا من لا يرى له غير الدنيا بديلا، فيشمل البلاء المؤمن وغيره، لكن المؤمن يبقى مطمئنًا لا يفزعه ذلك ولا يرتبك، فهو يعلم أن أمره إلى خيرٍ دائما..

وقد ورد عن رسول الله وأهل البيت -صلوات الله عليهم- ما يفيد أن المؤمن إلى خيرٍ في كل الأحوال، وكفى بذلك بثًّا للطمأنينة والارتياح في قلوب المؤمنين:

عن أبي عبد الله -عليه السلام- في حديث قال: "أن رسول الله -صلى الله عليه وآله- قال يوما: ما عجبت من شيءٍ كعجبي من المؤمن أنه إن قُرض جسده في دار الدنيا بالمقاريض كان خيرًا له وإن ملك ما بين مشارق الأرض ومغاربها كان خيرًا له وكل ما يصنع الله عز وجل به فهو خيرٌ له". [الكافي، ج٥، كتاب المعيشة، ص٦٩].

عن محمد بن المنكدر، قال: مرض عون بن عبد الله بن مسعود فأتيته أعوده، فقال: أفلا أحدثك بحديثٍ عن عبد الله بن مسعود؟ قلت: بلى. قال: قال عبد الله: بينا نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وآله- إذ تبسم، فقلت: ما لك يا رسول الله تبسمت؟ قال: عجبت من المؤمن وجزعه من السقم، ولو يعلم ما له في السقم من الثواب لأحبّّ أن لا يزال سقيمًا حتى يلقى ربه عز وجل. [أمالي الصدوق، ص٥٩٠].

ألا بذكر الله تطمئن القلوب..

محمود سهلان
١٩ رجب الأصب ١٤٤١هـ
الموافق ١٤ مارس ٢٠٢٠م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون