في بعض أيام الحنان
في بعض أيام أكتوبر من العام الحادي عشر بعد الألفين، بينما كنتُ في طريقي للخروج من غرفته، وهو مُلقًى على ذاك السرير الأبيض، وقد غارت عيناه، وصارتا أقرب للبياض، رفع يده باتجاهي وأشار بها، لا أعلم إن فهمها غيري أم لا، لكنها كانت واضحةً جدًّا بالنسبة لي، لعلها فاقت تعابير الحروف، كيف لا وقد تجاوب معها قلبي قبل عقلي..
نعم إشارته التي لم ولن أنساها أبدا، فكيف لإنسانٍ على مشارف الرحيل أن يمتلك هذا القدر من الاهتمام، وهذا الحب والحنان، كان ينبغي له أن يهتمَّ لنفسه فقط، فلم يكن حاله يساعده على فعل أي شيء، فقد كان في رحمة الله، وجسده بين أعين الناس لكن روحه في عروج لعالم آخر..
نعم.. أوصاني برعاية أخي الأصغر في مثل تلك الحال، هكذا عندما يتفوق حب الأبناء على النفس أو يضاهيها، وعندما يتحمل الأب مسؤولياته، وعندما يُغرِق عياله بالمحبة والمودة والحنان..
رحمك الله يا خير أب، يا صاحب القلب الأبيض، والابتسامة المشرقة..
محمود سهلان
٩ رجب الأصب ١٤٤١هـ
الموافق ٤ مارس ٢٠٢٠م
تعليقات
إرسال تعليق