من هنا وهناك (٥٨) كيفُ وكمُّ العبادة

من هنا وهناك (٥٨) كيفُ وكمُّ العبادة


كثيرًا ما يدور الحديث عن الأعمال العبادية من جهتي الكم والكيف، خصوصًا في المواسم التي تكثر فيها المسحبات كشهر رمضان المبارك وأخويه رجب وشعبان.

لو سألتني هل كم العبادة والإكثار من التعبُّد بالمستحبات مطلوب، لكان جوابي نعم، ولو سألتني هل كيف العبادة من جهة العناية بها والخشوع والخضوع وحضور القلب مطلوب، لقلتُ نعم هو مطلوب.

نحن كمؤمنين نتعبَّد ونُكثر من الصلاة والدعاء والإنفاق من أجل نيل رضا الله سبحانه وتعالى، ومن أجل أن نكون من المخلَّدين في النعيم، كي لا تمسَّنا النار والعذاب، والإكثار من الأعمال العبادية من جهة، وحضور القلب فيها وخلوص النية من جهة، أمران يحققان لنا ما نريد، فلا داعي للمصادمة بين الأمرين..

كلُّ ما هنالك أن نفسيات المؤمنين تختلف، فهذا يتمكن من التعبد كثيرا، وذاك يفوقه أو يقِل عنه، وغيرهما يتمتع بشدة الخشوع والخضوع لله في أعماله، وآخر يقل عنه أو يفوقه في ذلك، فالمسألة تتعلق بقابلية كل فردٍ بدرجةٍ كبيرةٍ جدا، فلا مصادمة من جهة، لكننا من جهة أخرى نقول أن على المؤمنين السعي لتحصيل الأمرين كأحسن ما يكون، كل من استطاع لذلك سبيلا..

محمود سهلان
٣ شهر رمضان ١٤٤٠هـ
٩ مايو ٢٠١٩م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون