من هنا وهناك (٥٥) حدودُ مفهومِ الإيمان
من هنا وهناك (٥٥) حدودُ مفهومِ الإيمان
مفهوم الإيمان في تعاملاتنا كما يبدو تختلف حدوده عن ذات المفهوم في النصوص المعصومة، فقد يُدخِل البعض فيه -من غيرنا- من لا ينطبق عليه، ويُخرج آخرون من يندرجون تحته ويَصدقُ عليهم.
استعمالنا للمصطلح كشيعةٍ إماميةٍ في داخل دائرة التشيع أضيق مما هو عليه، فنقسِّم مجتمعنا الموالي إلى مؤمنين وغير مؤمنين بمقاييس لست في وارد الكلام فيها، بينما مصطلح الإيمان في النصوص المعصومة لا يقصد به غير دائرة التشيع، فهو يشمل كل من شايع المعصومين الأربعة عشر، وسار على نهجهم، فكل شيعيٍّ بحسب ما ذكرناه مؤمن.
قد يتساءل البعض عن مدى أهمية هذه المسألة، فأقول أنها مسألةٌ في غاية الأهمية، فعندما أعرف ولو بشكلٍ إجماليٍّ من يدخل تحت دائرة الإيمان فإن معاملتي له ستختلف، لا بالرجوع للأهواء، بل لأمورٍ عديدةٍ نجدها في كلمات القرآن والسنة الشريفة.
القرآن والروايات تصف المؤمنين بالإخوة، ولا تقبل بكسر المؤمن، وتدعوا للإصلاح بين المؤمنين، وتدعو لمداراة المؤمنين ومراعاة أحوالهم، وغير ذلك كثيرٌ مما لا يسعه المقام.
إذا تمكَّنا من معرفة المؤمن ومكانته عند الله تعالى ورسوله وأهل البيت صلوات الله عليهم، ثم تعلمنا الكيفية الصحيحة للتعامل فيما بيننا كمؤمنين، وعرفنا حتى التفاصيل الصغيرة من خلال الآيات والروايات في هذا المجال، فلَكم أن تتخيلوا كيف سيكون حال مجتمع المؤمنين حينها.
مرةً أخرى أؤكد على أهمية تحديد المفاهيم، حيث قد أكدت ذلك في مقالاتٍ ومقاماتٍ سابقة، وهذا المقال ليس ببعيدٍ عن هذا السياق، والنتائج كما أرى ستكون كبيرةً مع مراعاة ما طرحناه.
محمود سهلان
٢٧ شعبان ١٤٤٠هـ
٣ مايو ٢٠١٩م
تعليقات
إرسال تعليق