أصلُ المعارفِ السليمة
في هذا المقال المُلحق بمقالي السابق -في ضمن سلسلة مقالات- حول تأسيس المكتبة المنزلية أتحدَّث بشكلٍ إجمالي عن أمرين يجب أخذهما في الحسبان، وهما القرآن الكريم والعترة الطاهرة، فهما الأصل عندنا نحن الإمامية لكل المعارف والعلوم السليمة، وأما من جهة كونهما جزءًا من المكتبة فالقرآن الكريم لا حاجة للإرشاد لاقتنائه، فكيف يكون البيتُ لمسلمينَ ولا قرآن فيه؟ لذلك جاء هذ المقال للتنبيه على أهمية الثقل الثاني في هذا التأسيس؛ أعني العترة الشريفة.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول اللَّه (صلَّى اللَّه عليه وآله) في آخِر خطبته يوم قَبضَه اللَّه عزَّ وجلَّ إليه: «إنِّي قد تركتُ فيكم أمرينِ لن تضلُّوا بعدي ما إنْ تمسكتم بهما، كتابَ اللَّه وعترتي أهل بيتي، فإنَّ اللطيف الخبير قد عَهِدَ إليَّ أنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض كهاتين -وجمع بين مُسبِّحَتيه- ولا أقول كهاتين -وجمع بين المُسبِّحَة والوسطى- فتسبقَ إحداهما الأخرى، فتمسَّكوا بهما لا تزِلُّوا ولا تضِلُّوا، ولا تَقَدَّمُوهم فَتَضِلُّوا». [الكليني، الكافي، ج٢].
إنَّ القرآن الكريم والعترة الطاهرة لن يفترقا حتى يردا الحوض على رسول اللَّه (صلَّى اللَّه عليه وآله)، وإنَّهما يُشكِّلان معًا المصدرَ الأساس للمعارف الصحيحة الحقَّة، والعاصمَ من الضلال، ولا ينبغي للمؤمن أنْ يتجاهلَ وجودهما في مكتبته، أمَّا القرآن الكريم فمعلوم للجميع، وأما العترة فتتمثل في كتب الروايات الشريفة، وسيأتي في بعض المقالات -إنْ شاء الله- التعريفُ ببعضها والحثُّ على اقتنائها.
هناك مجموعةٌ من المجاميع الحديثية كالكافي الشريف للشيخ الكليني، ومجموعةٌ من الكتب الخاصة بموضوعٍ خاصٍّ كالغَيبة للشيخ النعماني، وهي كثيرة، تتنوع بين مصادر أصيلةٍ للمتقدمين ومراجع لاحقةٍ متأخرة لمن تأخر عنهم، بعضها على أقل تقديرٍ يجب أنْ يكون جزءًا من المكتبة، لذلك أُسلِّطُ الضوء على بعضها في مقالاتٍ قادمة.
أما فيما يتعلق بالقرآن الكريم فأذكر بعضَ الكتبِ المتعلقة به تدبرًا وتفسيرًا وغير ذلك.
والله ولي التوفيق..
محمود سهلان العكراوي
السبت ٢ جمادى الآخرة ١٤٤٥هـ
الموافق ١٦ ديسمبر ٢٠٢٣م
تعليقات
إرسال تعليق