ضرورةُ تأسيسِ المكتبة المنزلية



     ينبغي لكلِّ مؤمنٍ أنْ يجعلَ ويؤسسَ في بيته مكتبةً مناسبةً لحاله، فالمكتبة ليست شيئًا زائدًا يصحُّ الاستغناء عنه، بل هي أساسٌ مهمٌّ نبني عليه حياتنا وحياة أبنائنا، لأن المعرفة ليست أمرًا زائدًا بل هي لبُّ الحياة، وهي العُدَّة والزاد والعتاد لقطع طريق الدنيا الصعب.


     لا يخفى على المؤمن الكريم أنَّ بعض العلوم والمعارف واجبة، كما أنَّ طلب العلم فطرة مزروعة في نفس الإنسان، ولا يوجد ما هو أفضل من الكتاب لتحصيل المعارف الحقَّة والعلوم الصحيحة المنضبطة، ولا يكفي في ذلك الاعتماد على المحاضرات والمقاطع المرئية، ولا الكتب والتطبيقات الإلكترونية، لأسبابٍ كثيرةٍ يكفي فيها التشوش الحاصل للذهن من استعمال الأجهزة من جهة، وخسارة الحالة التفاعلية المادية الطبيعية مع الكتاب.


     من أهم الأمور التي أُلفت إليها هنا أنَّ وجود المكتبة في المنزل يخلق جوًّا علميًّا بين أفراد الأسرة جميعا، ثم يكون مدعاةً لتقليد الصغار للكبار، فلو جلس الأب -مثلًا- لوقتٍ قصيرٍ كلَّ يومٍ يقرأ أمام ابنه لما فارقت هذه الصور مخيلة الابن مدى الحياة، بل سيبدأ بتقليد هذه الحالة تلقائيا، ولك أنْ تتصور مقدار الفائدة العظيمة لمثل هذا العمل.


     أما الكتب التي ينبغي اقتناؤها ووضعها في هذه المكتبة فلا بد من اختيارها بعناية واهتمام، وملاحظة بعض الحيثيات في ذلك، وهذا ما أسعى إلى توضيحه في مقالة أخرى، وربما أشرت إلى كتب بعينها، فانتظر.


محمود سهلان العكراوي

السبت ٢٤ جمادى الأولى ١٤٤٥هـ

الموافق ٩ ديسمبر ٢٠٢٣م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون