بريدي الإلكتروني (١٢) أريدكّ زوجًا بالجنة!



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

سيتقدم لي أحدُهم عما قريب، طالبًا الزواج مني، هذا ما أشعر به، فقد بدأت العقد الثالث من عمري، وقضيت منه ثلاث سنواتٍ وتخرَّجت من الجامعة، وكلُّ الأمور تشير إلى قرب موعد زواجي..

قلت أنني أريد زوجًا بمواصفاتٍ خاصة، لا يهمني إنْ كنتم ستقولون أنها تفرض شروطا، وتصعِّب الأمور أو غير ذلك، فأنا جادةٌ في ما أسعى إليه، وسأستمر في البحث عن ذلك الزوج صاحب المواصفات الخاصة، نعم.. مواصفاتٌ خاصةٌ جدا..

أريده زوجًا في الجنة!!

لا تقل لي كيف يكون ذلك، سأخبره بذلك عندما يحين موعد المقابلة قبل الزواج، سأقول له قبل أيِّ شيءٍ آخر: أريدك زوجًا بالجنة..!!

قد يتعجب من كلمتي هذه، كما سيتعجب منها الكثير من الناس، إلا أنها ليست بالأمر المعقد، أنا في كامل قواي العقلية، وسأخبرك ما أريد، وستنطقها أنت أيضا، كما قلتها أنا بكلِّ ثقة..

أريد زوجًا خلوقًا محترمًا متدينًا مؤمنا، زوجًا أمضي معه في خطٍّ مستقيمٍ نحو الله تعالى، وفي خدمة حجته على خلقه، نسعى معًا لنكون من أنصاره وأعوانه، نلتزم بشريعة الله تعالى، نتوجه إليه معًا بالدعاء، نتقرب منه، نكون في خدمته وخدمة عيالها، هكذا أريد زوجي، يأخذ بيدي نحو المعشوق الحقيقي، لنعيش كلَّ الحياة لله، لتكون حياتنا خالصةً له، في كلِّ حركةٍ أو سكون، نبني شخصياتنا معا، لنعيش في مودةٍ ووئام، وكله على خط الله، ورسالة رسول الله (ص)، ومع حجة الله..

لن أثقله بطلباتٍ أخرى، ولن أفكر بالأمور المادية أبدا، الرزق مقسومٌ قَسَمه عادلٌ بين الناس، سأرضى بما يقدم لي، وسأسلم أمري إلى الله، وسنحمده ونشكره معًا على نعمه، فلست أفكر في مالٍ وجاه، ولا في ليلةٍ واحدةٍ تقصم ظهورنا لسنوات، ولا أي شكليات، لا شيء من هذا.

عندما أجد من يفهم ما أريد، ومن يعدني بالمضي معي في هذا الطريق، سأوافق دون تردد، وسأكون سعيدةً أشدَّ سعادة، والأمور الأخرى ستكون جانبية، حتى طموحاتي وآمالي الأخرى، سأقبل بالتنازل عنها عندما أجدها تبعدني عن هدفي هذا، لذلك لم أذكرها الآن، مع أنها ستكون مساندًا لنا في الطريق، كيف لا وهدفي الوحيد أن أكون كاتبة، مؤلفةً للقصص والروايات، والتي سأنشر عن طريقها العلم والمعارف التي أستطيع نشرها، وقلمي سيكون خادمًا لخط الله تعالى، ولحجته على خلقه..

أين أنت يا سندي؟ أين أنت يا حبيب قلبي؟ أين أنت يا رفيقي بالدنيا وزوجي بالجنة؟!

عندما يكون معي، سأطلب من الله أنْ يزوِّجني به بالجنة، وأنْ نكون معا، سألح عليه بالطلب، وهو خير مدعوٍّ وأكرم الأكرمين، ولن يردني خائبة، فقط عندما نكون صادقين مخلصين..

هكذا كنت أحلم، وهكذا كانت أمنياتي، وعندما تزوجت من تقدم لخطبتي، وظننت أنه هو، انفصلنا بعد مدَّةٍ قصيرة..!!

لكنني لم أيأس من حالي، وسأظل أنتظر ذلك الرجل، الذي رسمته بمخيلتي، وبأحلامي، وسأطلب منه أنْ يكون زوجي بالجنة..

تحياتي القلبية
جود

ملاحظة: نُشرت هذه المقالة سابقًا عبر مدونة ارتقاء، وموقع قناة الكوثر الفضائية.

محمود سهلان
شهر مارس ٢٠١٧م

تعليقات

  1. هذه الكلمات ربما تنطقها الكثيرات الكثيرات (باسم الدين والتدين) عندما يتقدم لهم الشاب المؤمن، ولكن للأسف الشديد بعد العقد والزواج (يظهر عكس ما تفوهن به ويقطعن كل ما نسجوه من حبائلهن الدينية)؛ وتراهن بل تجدهن يطلبن كل ملذات الدنيا وشهواتها.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون