من هنا وهناك (٦٤) زيارةُ تواصٍ
زارني البارحة صديقٌ من الأصدقاء بل هو أخ، بطلبٍ منه بمنزل والدي، وقد طلب أن يُوصل سلامه لوالدتي ولعائلتي كلها..
عندما دخل إلى المنزل وسلّم علينا جميعًا، جلس معي ومع إخوتي يحدِّثني، فماذا كان مدار حديثه يا ترى؟..
في البداية تحدَّث عن مسألةٍ تخص القرية مُبديًا وجهة نظره بكل أريحية، وبأسلوبٍ يغلب عليه الإنصاف، طالبًا وجهة نظري في الأمر، واستمع لآراء الحاضرين كذلك، وهذا هو دأبه منذ عرفته.. رجلٌ حكيمٌ محبٌ للخير بعيدٌ عن التعصب والعصبية..
انتقل بعد ذلك للحديث فيما يخص عائلتنا، من والدتي لأصغر إخوتي، بين مدحٍ وثناء، واستفهامٍ وسؤال، وتذكيرٍ وتنبيه، وتوجيهٍ وإرشاد، هكذا هو مذ عرفته قبل سنواتٍ طِوال..
لست في وارد الدخول في تفاصيل حديثه، بقدر ما أنا بصدد المدح والإطراء ثم الشكر، فما أجمل أن تجد قلبًا يحمِلك في كل حين، ويذكرك دائما، وعندما يجد الحاجة أشدَّ وأكبر يقوم بدور التواصي مع إخوته..
ليس الأمر بجديدٍ منه، فهذا ما اعتدته منه منذ سنوات، وأحمدُ الله تعالى أن يكون لي أخٌ وصديقٌ هذا حاله، وأرجو أن تشيع مثل هذه الحالة بين المؤمنين في كل مكان..
إنه بحق مصداقٌ لقوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)[العصر:٣]..
شكرًا لك أخي الحبيب..
محمود سهلان
٢٧ ذو الحجة ١٤٤٠هـ
٢٩ أغسطس ٢٠١٩م
تعليقات
إرسال تعليق