من هنا وهناك (٦٢) مستوى التوقعات في العلاقات



يبدو أن نفس الإنسان غالبًا ما يكون لها مستوى تجعله أو تعيشه في كل علاقةٍ تقيمها مع أي فرد، مع اختلاف العلاقات في أنواعها ومجالاتها، وتؤثر وتتأثر كيفية المعاملة بملاحظة هذا المستوى الذي جعلته لهذه العلاقة أو تلك.

فتعاملي مع صديقي المقرَّب من الطبيعي جدًّا يختلف عن زميلي في العمل، وتعاملي مع أخي بالقرابة أو الإيمان يختلف عن غيرهما، وما أتوقعه من الأقرب منهم يختلف في علوه وارتفاعه عن غيره كذلك، وهكذا في كل العلاقات.

عندما نفهم هذا الأمر جيدًا أتصور أننا نكون قادرين حينها على فهم اختلاف تصرفات وسلوكيات الناس عند تعاملهم وتعاطيهم مع بعضهم البعض، فمن يكون قريبًا مني تكون توقعاتي منه وتعاملي معه مختلفًا عمَّن هو أبعد منه، وهكذا نجد هذا الاختلاف كلما اختلفت هذه العلاقات قُربًا وبُعدا، وبالتالي -عندما نستوعب هذا الأمر جيدا- نتمكَّن من التعامل والتعاطي بأريحيةٍ مع الكثير من المظاهر التي نراها هنا وهناك.

من جهةٍ أخرى نجد أنه من الضروري أن يعرف الإنسان مستوى علاقته مع غيره، وما يتوقعه منه، والعكس بالعكس، فلا بد من معرفة قدْري إجمالًا عند الطرف الآخر كذلك.

لذلك أرى أن من أراد السلامة في علاقاته ينبغي له أن يحدد مستوى علاقته مع الناس بشكلٍ طبيعي، مع مراعاة الضوابط العقلائية والشرعية، فلا يرتفع بها عن مستواها ولا ينزل بها عن ذلك، فيكون أبعد عن ظلم أحدٍ أو ظلم نفسه بإفراطٍ هنا أو تفريطٍ هناك.

محمود سهلان
٢ ذو القعدة ١٤٤٠هـ
٦ يوليو ٢٠١٩م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون