المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٩

سَكرةُ القرار

صورة
سَكرةُ القرار كان نادي برشلونة يرغب بالتعاقد مع اللاعب الفرنسي أنطوان غريزمان في صيف العام الماضي، إلا أن اللاعب قرَّر البقاء مع ناديه حينها، وبعد اتخاذه لقرار البقاء مع ناديه أعلن اللاعب عن ذلك عن طريق مقطعٍ مرئيٍّ أسماه (القرار). في الأسابيع الأخيرة ظهر نفس اللاعب في مقطعٍ مرئيٍّ آخر يعلن فيه رحيله عن ناديه الحالي، ومرةً أخرى ارتبط اسمه بالانتقال لنادي برشلونة، إلا أن الصفقة لم تُعقد للآن، وبعض جماهير نادي برشلونة لا يريدون اللاعب بسبب المقطع المرئي الأول الذي استفزهم كثيرا، بل تقول الشائعات أن كبار لاعبي النادي لا يرغبون بوجوده معهم!! انتقل هذا اللاعب من ناديه لنادٍ آخر أم لا ليست هي قضيتنا، ولا يهمنا ذلك، لكن فلنتأمل كيف كان الأمر قبل (القرار) في المقطع الأول وبعده، فبينما كان النادي وجماهيره يطمحون لعقد صفقةٍ مع اللاعب تراهم اليوم يرفضون ذلك رفضًا شديدًا حسب ما يثار، أو لا أقل أن هناك نوعًا من الرفض والتردد في التعاقد معه، وفيما لو عُقدت الصفقة فكيف سيكون وضعه مع المجموعة؟ وكم من الوقت سيحتاج لتُزال آثار ما جرى؟ كل ذلك بسبب مقطعٍ مرئيٍّ قصيرٍ جدًّا لم يكن يحت

من هنا وهناك (٥٩) نزعنا ما في صدورهم

صورة
من هنا وهناك (٥٩) نزعنا ما في صدورهم قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)[الحجر/٤٧]. من صفات المتقين الذين لهم جناتٍ وعيون أن الله ينزعِ ما في صدورهم من غل، وهم إخوةٌ على سُررٍ متقابلين، فهي إما صفةٌ لهم أو أنها هديةٌ وثوابٌ مما يُجزون به بالجنة، أو أنها غير ذلك مما هو في أعلى مراتب الخير. على أي تقديرٍ فإن كل مؤمنٍ يريد أن يكون من المتقين، لذلك تراه يسعى لتحصيل هذا الصفات ويحاول التلبس بها، ولا خلاف في أن صفاء الصدور ورفع الأحقاد عن المؤمنين من أهم الصفات المرغوب بها التي يدعو لها الشارع المقدس، لذلك ينبغي لكل مؤمنٍ أن يسعى لرفع أي نُكتةٍ سوداء يحملها تجاه أي مؤمن، سواء كان قريبًا له أم لا. كما أننا قد نستفيد من قوله تعالى: (على سررٍ متقابلين) أن المتقين يُقبلون على بعضهم البعض فلا يُدبِر كل واحدٍ منهم عن الآخر، فينطلقون في جوٍّ من الأخوة يُقبل فيه كل واحدٍ منهم على الآخر، يقترب منه ويتفقده ويُصلح علاقته معه ويقويها، حتى فيما لو تعرَّضت العلاقة لبعض الضربات السلبية تجدهم يسعون لإصلاحها وتصحيح المسار.

من جذورنا نتغذَّى.. بها نحيا

صورة
من جذورنا نتغذَّى.. بها نحيا عندما نواجه ظاهرةً اجتماعيةً عامةً أو مجتمعيةً خاصةً فإننا لا بد وأن نفكر في مناشئها عندما نسعى لفهمها، ثم العمل على تفكيكها وتصحيح المسار إذا كانت ظاهرةً سلبية، حيث إن كل معلولٍ لا بد له من عللٍ سابقةٍ عليه، وعن طريق التحليل يمكننا الرجوع إلى العلل التي كانت المناشئ الحقيقية لمثل هذه الظاهرة، فكل موجودٍ لا يمكن إلا أن يكون له عللٌ أوجدته، والظواهر الاجتماعية والمجتمعية ليست خارجةً عن هذه الدائرة. من الظواهر التي أرى أننا نعيشها بشكلٍ فاقعٍ في العالمين العربي والإسلامي ظاهرة تعظيم أفعال الآخرين وتحقير واستصغار أفعالنا، مهما كانت أفعالهم طبيعيةً ومهما كانت أفعالنا عظيمة، لدرجةٍ تبلغ أن يكون فعلهم الحقير مما نقتدي به لا مما نعظمه فقط، وتكون أفعالنا العظيمة مستحقرةً ومستهجنةً كأنها لا شيء، بل نصفها قبل غيرنا بأنها عاديةٌ أو أنها متخلفةٌ أو غير ذلك من الأوصاف الظالمة المجحفة. هذه الظاهرة لا شكَّ كما قلنا ترجع لمناشئ سابقةٍ عليها، وما أراه أن المنشأ الأساسي لها هو الشعور بالدونية في قبال الآخرين، فتجد الفرد المسلم أو العربي يقلل من شأن نفسه ب

من هنا وهناك (٥٨) كيفُ وكمُّ العبادة

صورة
من هنا وهناك (٥٨) كيفُ وكمُّ العبادة كثيرًا ما يدور الحديث عن الأعمال العبادية من جهتي الكم والكيف، خصوصًا في المواسم التي تكثر فيها المسحبات كشهر رمضان المبارك وأخويه رجب وشعبان. لو سألتني هل كم العبادة والإكثار من التعبُّد بالمستحبات مطلوب، لكان جوابي نعم، ولو سألتني هل كيف العبادة من جهة العناية بها والخشوع والخضوع وحضور القلب مطلوب، لقلتُ نعم هو مطلوب. نحن كمؤمنين نتعبَّد ونُكثر من الصلاة والدعاء والإنفاق من أجل نيل رضا الله سبحانه وتعالى، ومن أجل أن نكون من المخلَّدين في النعيم، كي لا تمسَّنا النار والعذاب، والإكثار من الأعمال العبادية من جهة، وحضور القلب فيها وخلوص النية من جهة، أمران يحققان لنا ما نريد، فلا داعي للمصادمة بين الأمرين.. كلُّ ما هنالك أن نفسيات المؤمنين تختلف، فهذا يتمكن من التعبد كثيرا، وذاك يفوقه أو يقِل عنه، وغيرهما يتمتع بشدة الخشوع والخضوع لله في أعماله، وآخر يقل عنه أو يفوقه في ذلك، فالمسألة تتعلق بقابلية كل فردٍ بدرجةٍ كبيرةٍ جدا، فلا مصادمة من جهة، لكننا من جهة أخرى نقول أن على المؤمنين السعي لتحصيل الأمرين كأحسن ما يكون، كل من استطاع

بحث: التربية على السُنن

صورة
تُصدِرُ حوزةُ خاتمِ الأنبياء (صلَّى الله عليه وآله) العلمية، العدد الرابع من إصداراتها العلمية، وهو بحثٌ لسماحة الشيخ محمود سهلان (دامت توفيقاته) بعنوان: التربية على السنن سُنة تقليم الأظافر مثالًا نموذج لحلِّ التعارض بين الأحاديث الشريفة التحق سماحة الشيخ محمود سهلان بحوزة خاتم الأنبياء (صلَّى الله عليه وآله) العلمية في سنة 1435 للهجرة، ليشق طريقه العلمي قاطعًا المراحل التأسيسية في المقدمات وبعض المراحل البنائية في السطوح، حتَّى استحقَّ التصدي لبعض الدروس، فكان، كما هو حال إخوانه من طلبة العلم، مثالًا للطالب المُجدِّ العارِف بمبدأ ما هو فيه، وإلى أين غايته. نسأل اللهُ تعالى له ولكافة طلبة العلم المخلصين التوفيق والنجاح. لتحميل الملف بصيغة pdf http://main.alghadeer-voice.com/archives/5347

من هنا وهناك (٥٥) حدودُ مفهومِ الإيمان

صورة
من هنا وهناك (٥٥) حدودُ مفهومِ الإيمان مفهوم الإيمان في تعاملاتنا كما يبدو تختلف حدوده عن ذات المفهوم في النصوص المعصومة، فقد يُدخِل البعض فيه -من غيرنا- من لا ينطبق عليه، ويُخرج آخرون من يندرجون تحته ويَصدقُ عليهم. استعمالنا للمصطلح كشيعةٍ إماميةٍ في داخل دائرة التشيع أضيق مما هو عليه، فنقسِّم مجتمعنا الموالي إلى مؤمنين وغير مؤمنين بمقاييس لست في وارد الكلام فيها، بينما مصطلح الإيمان في النصوص المعصومة لا يقصد به غير دائرة التشيع، فهو يشمل كل من شايع المعصومين الأربعة عشر، وسار على نهجهم، فكل شيعيٍّ بحسب ما ذكرناه مؤمن. قد يتساءل البعض عن مدى أهمية هذه المسألة، فأقول أنها مسألةٌ في غاية الأهمية، فعندما أعرف ولو بشكلٍ إجماليٍّ من يدخل تحت دائرة الإيمان فإن معاملتي له ستختلف، لا بالرجوع للأهواء، بل لأمورٍ عديدةٍ نجدها في كلمات القرآن والسنة الشريفة. القرآن والروايات تصف المؤمنين بالإخوة، ولا تقبل بكسر المؤمن، وتدعوا للإصلاح بين المؤمنين، وتدعو لمداراة المؤمنين ومراعاة أحوالهم، وغير ذلك كثيرٌ مما لا يسعه المقام. إذا تمكَّنا من معرفة المؤمن ومكانته عند الله تعالى