منْ فيوضاتِ شهرِ الله - ١
مِن فيوضاتِ شهرِ الله - ١
قالَ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[البقرة/١٨٣].
رجاءً لأنْ نكونَ منَ المتّقين كُتبَ علينا الصيامُ في هذا الشهر، هذه إحدى العِلل التي أَوجبَ الله من أجلها الصيام علينا لمدّة شهرٍ كامل، وربّما تكون هناك عللٌ أخرى لا نعلمها ولم يصرّح بها الشارعُ المقدس.
خلقَنا الله سبحانه وتعالى وأرشدَنا بلطفه نحو ما يقرِّبنا منه ونهانا عمّا يبعِّدنا عنه، فلم يتركنا هكذا دون إرشادٍ وتوجيهٍ وهداية، ومن أهمِّ أجزاء الخطّة الإلهية لصلاحِ الإنسان وهدايته ونجاحه في خلافة الله، هذا الشهر الذي يُعدُّ من المحطّات الرئيسية لتحصيل التقوى، والتي بها يَصلُح حالُ الإنسان في الدنيا وينجو ويرتقي في الآخرة.
قالَ تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ)[البقرة/١٩٧].
خيرُ الزاد هو التقوى، لذلك فإنَّ على أولي الألباب أنُ يسعَوا لتحصيلها، وما دام العقلُ حاكمًا فلنْ يغفلَ عن كونِ المحطاتِ المهمةِ كشهرِ رمضانَ والحجّ من الفرصِ التي ينبغي استثمارُها لتحصيلِ التقوى، حيث أنّها مواقيتُ جعلها الله لذلك، فالالتزام بها بدايةً أولَى من تقديم غيرِها عليها، وجعلها خطوطَ انطلاقٍ رئيسيةٍ لا ينبغي أنْ يُتركَ ممّن أمَّر عقلَه.
إذنْ فجعلُ شهرٍ كاملٍ فرصةً لتحصيلَ التقوى يُعدُّ من أهمِّ ما أفاضَ الله بِهِ على عبادِه، فهي نعمةٌ مِن نِعمهِ التي شُكرُها من العبدِ يحتاجُ إلى شكر.
محمود سهلان
٤ شهر رمضان ١٤٣٩هـ
١٩ مايو ٢٠١٨م
تعليقات
إرسال تعليق