هل تيقّنتَ يقين السحرة؟
هل تيقَّنت يقين السَّحرة؟
بسمه تعالى: (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى * قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى * قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)[طه/٧٠-٧٣].
ألقَى السحرةُ حبالهم وعصيّهم فخيِّل لنبي الله موسى عليه السلام أنها أفاعٍ تسعى، لكن الله نصره وإذا بعصاه تلقَف ما صنعوا، فغُرس البرهان في قلوب السحرة، حيث تغلَّب عليهم نبي الله وألزمهم الحجَّة البالغة.
استنكر فرعون عليهم ذلك واتّهمهم بأنهم متعاونون معه حيث قال لهم إنه كبيركم الذي علَّمكم السحر، كيف لا وهو المتجبر المعاند، ثم هدّدهم بتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ وبصلبهم على جذوع النخل، فلاحِظْ شدة العذاب وقسوة المقتل. لكن استنكاره وتهديده لم يثنِ السحرة عن إيمانهم الجديد، وأرجعوا ذلك إلى ما جاءَهم من البينات وحلفوا بـ (والذي فَطَرنا) ونسبوا حُكمه وقَضاءه للحياة الدنيا وحصروه في ذلك واستحقروا حُكمه..!!
نعم كانت أنفس هؤلاء مستعدّةً ومهيّأةً فانقلبوا رأسا على عقب في غمضة عين، ونسبوا السحر أيضا لإكراهه لهم على ذلك، فتحدَّوه أيّما تحدٍ، وتخلّصوا من كلّ القيود وانطلقوا لله المتعال، (والله خيرٌ وأبقى)، فكيف بمن آمن واستحكم البرهان في نفسه أن يقدّم الزائل على الباقي، والفانيَ على الخالد؟!
ولنا في أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء مثالٌ آخر، لا يقاس به شيء، فما أعظمه من إيمان.
لذلك نقول، أن الإيمان عندما يتمكّن من القلوب حقيقة، ويمتلك وجدان الإنسان فإنه يجعله على الطريق المستقيم صلبًا صامدًا لا يزلزله شيءٌ أبدا، فالإيمان باللسان والاستدلال ليس هو المُراد بذاته، بل المراد دونَ شكٍّ أو ريبٍ هو إيمان القلوب والأنفس، فهو الذي يقود الإنسان لما يريده الله تعالى.
على هذا فلَنقُم بقياسِ أفعالنا وأعمالنا، ولنجعل إيماننا على الميزان، ومن الواضح أن أغلبنا بعيدون جدًّا عن هذا المستوى من الإيمان، ونادرون جدًّا من بلغوا هذه المرحلة.
هل تريد أمثلةً على ذلك؟
الأمثلة كثيرةٌ جدًا، لكنني أطرح أمرًا عامًّا وأسأل بعض الأسئلة، أين تَصرف أموالك؟ هل تعترف أنها ملكٌ لله ينبغي أن تصرفها فيما يرضيه؟ هل تزكّيها؟ هل تخمّسها؟ هل تتصدّق على الفقراء والمحتاجين؟
لا أريد ولا يريد غيري الإجابة، لأنها مسألةٌ شخصيةٌ تخصّك أنت، لكنكَ ستكون مُساءلًا عنها يوم القيامة، فأنّى لك بالجواب عندما تكون مقصِّرًا، في يومٍ لا ينفع فيه سوى القلب السليم؟!
هل أنت متيقنٌ من عقيدتك بالله وبأصول الإسلام؟
أظن أننا جميعًا نحتاج لمراجعة أنفسنا، لنرى إن كانت مطمئنة ووصلت لما وصل له السحرة من اليقين الذي لا يُثنيه شيء أم لم تصل. هذا بشرط أن نكون صادقين مع أنفسنا لا مُدّعين، وإلا فنحن نعيش على خداعها!
محمود سهلان
١٤ شوال ١٤٣٨هـ
٨ يوليو ٢٠١٧م
بسمه تعالى: (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى * قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى * قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)[طه/٧٠-٧٣].
ألقَى السحرةُ حبالهم وعصيّهم فخيِّل لنبي الله موسى عليه السلام أنها أفاعٍ تسعى، لكن الله نصره وإذا بعصاه تلقَف ما صنعوا، فغُرس البرهان في قلوب السحرة، حيث تغلَّب عليهم نبي الله وألزمهم الحجَّة البالغة.
استنكر فرعون عليهم ذلك واتّهمهم بأنهم متعاونون معه حيث قال لهم إنه كبيركم الذي علَّمكم السحر، كيف لا وهو المتجبر المعاند، ثم هدّدهم بتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ وبصلبهم على جذوع النخل، فلاحِظْ شدة العذاب وقسوة المقتل. لكن استنكاره وتهديده لم يثنِ السحرة عن إيمانهم الجديد، وأرجعوا ذلك إلى ما جاءَهم من البينات وحلفوا بـ (والذي فَطَرنا) ونسبوا حُكمه وقَضاءه للحياة الدنيا وحصروه في ذلك واستحقروا حُكمه..!!
نعم كانت أنفس هؤلاء مستعدّةً ومهيّأةً فانقلبوا رأسا على عقب في غمضة عين، ونسبوا السحر أيضا لإكراهه لهم على ذلك، فتحدَّوه أيّما تحدٍ، وتخلّصوا من كلّ القيود وانطلقوا لله المتعال، (والله خيرٌ وأبقى)، فكيف بمن آمن واستحكم البرهان في نفسه أن يقدّم الزائل على الباقي، والفانيَ على الخالد؟!
ولنا في أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء مثالٌ آخر، لا يقاس به شيء، فما أعظمه من إيمان.
لذلك نقول، أن الإيمان عندما يتمكّن من القلوب حقيقة، ويمتلك وجدان الإنسان فإنه يجعله على الطريق المستقيم صلبًا صامدًا لا يزلزله شيءٌ أبدا، فالإيمان باللسان والاستدلال ليس هو المُراد بذاته، بل المراد دونَ شكٍّ أو ريبٍ هو إيمان القلوب والأنفس، فهو الذي يقود الإنسان لما يريده الله تعالى.
على هذا فلَنقُم بقياسِ أفعالنا وأعمالنا، ولنجعل إيماننا على الميزان، ومن الواضح أن أغلبنا بعيدون جدًّا عن هذا المستوى من الإيمان، ونادرون جدًّا من بلغوا هذه المرحلة.
هل تريد أمثلةً على ذلك؟
الأمثلة كثيرةٌ جدًا، لكنني أطرح أمرًا عامًّا وأسأل بعض الأسئلة، أين تَصرف أموالك؟ هل تعترف أنها ملكٌ لله ينبغي أن تصرفها فيما يرضيه؟ هل تزكّيها؟ هل تخمّسها؟ هل تتصدّق على الفقراء والمحتاجين؟
لا أريد ولا يريد غيري الإجابة، لأنها مسألةٌ شخصيةٌ تخصّك أنت، لكنكَ ستكون مُساءلًا عنها يوم القيامة، فأنّى لك بالجواب عندما تكون مقصِّرًا، في يومٍ لا ينفع فيه سوى القلب السليم؟!
هل أنت متيقنٌ من عقيدتك بالله وبأصول الإسلام؟
أظن أننا جميعًا نحتاج لمراجعة أنفسنا، لنرى إن كانت مطمئنة ووصلت لما وصل له السحرة من اليقين الذي لا يُثنيه شيء أم لم تصل. هذا بشرط أن نكون صادقين مع أنفسنا لا مُدّعين، وإلا فنحن نعيش على خداعها!
محمود سهلان
١٤ شوال ١٤٣٨هـ
٨ يوليو ٢٠١٧م
تعليقات
إرسال تعليق