الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثالث.
تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيد محمد السيد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمة، بقلم محمود سهلان العكراوي:
المقال الثالث:
[٥] الرواية الخامسة: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن، عن عليِّ بن الحكم، عن هشام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما خَلَقَ الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل فقال له: أدبر فأدبر فقال: وعزتي وجلالي ما خلقتُ خلقًا هو أحبُّ إليَّ منك، بك آخذُ وبك أُعطي وعليك أُثيب.
وهذه الرواية -الخامسة- تُشبه الرواية الأولى عن أبي جعفرٍ الباقر (عليه السلام) في صدرها ولكنها تختلف عنها في ذيلها.
لماذا قال: (وعزَّتي وجلالي) ولم يقلْ -على سبيل المثال- ورحمتي وقوتي؟
قال ذلك لأنَّ العزة والجلال فيهما جانب تجرُّدٍ وابتعادٍ عن المتعلَّقات الأخرى، والقَسم موضوعه الحب، والحبُّ فيه هذا الجانب أيضًا، فالمقدمة متناسبةٌ مع الموضوع. ولكن -للتنبيه- نقول لا ينبغي أنْ نستغرق في التعامل مع الآيات والروايات بهذه الطريقة لأجل إثباتها، لأننا لا نستطيع الإحاطة تمامًا، فقد يستعمل المولى لفظًا لا يظهر لنا مناسبته للموضوع، لكن إرادته -الخافية علينا- مناسبةٌ بطبيعة الحال.
ونُفيد من الرواية أنَّ الله تعالى يأخذ من الإنسان ويُعطيه بحسب ما يناسبه مطلقًا، فهو المحيط بجهات عقل الإنسان، فما أكون عليه الآن هو الأنسب لي مطلقًا من دون شكٍّ بحسب الحال الذي أنا عليه والمقدَّمات المهيئِّة لما يناسبني.
القواعد المستفادة من الرواية:
الأولى: أحبُّ خلق الله إليه هو العقل.
الثانية: الأخذ والإعطاء من الله تعالى بحسب ميزان العقل.
الثالثة: يُثيب الله تعالى على العقل.
تعليقات
إرسال تعليق