من هنا وهناك (٦٦) الاهتمام سعادةٌ متبادلةٌ
ذات يومٍ مع انتهاء وقت الدوام، اتَّصل أحد الأبناء بوالده، كما علمنا بعد انتهاء المكالمة، وقد وجدت الأب بعدها وقد شعر بشيءٍ من الارتياح والفرح قد بان على ملامح وجهه، حتى أنه عبر عن ذلك بكلامه، وهو أن ابنه اتصل به ليطمئن عليه لأنه تأخر قليلًا عن وقت رجوعه للمنزل، لا لشيءٍ آخر..
نلاحظ أن اتصالًا لم يستغرق إلا وقتًا قصيرًا جدًّا انعكس بالكثير من الإيجابية، ولو ترجمنا هذا الاتصال لوجدناه يحمل كمًّا كبيرًا من الاهتمام والحب بداخله، فأثر أثره الواضح في نفس هذا الأب، ولا أشك أنه كان مؤثرًا في نفس الابن كذلك.
هذا الاهتمام الذي يمكن التعبير عنه بأبسط الطرق، كاتصالٍ هاتفيٍّ أو رسالةٍ إلكترونيةٍ أو غير ذلك، له آثارٌ كبيرةٌ وعظيمةٌ على النفوس، ومن شأنه أن يرتقي بالعلاقات لمستوياتٍ عاليةٍ جدًّا، ومع فقدانه تتأثر العلاقات سلبيًا دون أدنى شك.
تختلف مستويات الاهتمام في عمقها المعنوي، وفي قيمتها المادية، وفي الجهد المبذول، وفي غير ذلك، إلا أننا جميعًا نتمكن من التعبير عن ذلك، ولو كان بأقل المستويات المتاحة، ومن هنا أقول أنه ينبغي لنا أن لا نبخل به إذا أُتيحت لنا الفرص، فإن كل نفسٍ تحتاج إلى شيءٍ من الاهتمام دون شك.
بشيءٍ من الاهتمام يمكننا أن نغيَّر حياة الآخرين، بل ونتعرض لاهتمامهم فينعكس ذلك علينا بالإيجاب، وإن كنتَ ترغب في الحصول على هذا الاهتمام بادر أنت وانتظر النتيجة، فإنه ينبغي لك أن تحب للآخرين ما تحب لنفسك..
محمود سهلان
١٠ صفر ١٤٤١هـ
٩ أكتوبر ٢٠١٩م
تعليقات
إرسال تعليق