من هنا وهناك (٦٥) لا بدَّ من العقبات
في سَير الإنسان في هذه الحياة لا بدَّ له أن يتعرض لبعض العقبات، وهذه العقبات تتنوع وتختلف بين فردٍ وآخر، وقد تشتد عند بعضٍ وتضعف عند بعضٍ آخر، وكلما ارتفعت الغايات والأهداف زادت العقبات واشتدت، واحتاجت لهِممٍ أعلى وصفاتٍ نفسيةٍ خاصة.
قد تكون العقبات معنويةً وقد تكون ماديةً أو غير ذلك، وتختلف مناشئها كذلك، فقد تكون بسبب التربية بالمنزل أو لفقر ولي الأمر، وقد تكون بسبب البيئة المحيطة بالمدرسة أو غيرها، أو بسبب الضغوط الثقافية الحاكمة، وربما تكون بسبب بعض العلاقات الاجتماعية السيئة كالصُحبة الفاسدة أو المشاكل الزوجية المؤدية لعدم الاستقرار، وهكذا تتنوع العقبات وتختلف المناشئ من فردٍ لآخر..
ولكن.. هل يعني ذلك أن نقف ونجعل هذه العقبات والمشاكل حاجزًا أمامنا فلا نبحث عن الحل؟ وهل يعني ذلك أن نتخذها ذريعةً للفشل واليأس وفقدان الأمل؟
في الواقع هذه -عادةً- لا تُعدُّ حواجز تؤدي لليأس وفقدان الأمل إلا في حالاتٍ نادرة، خصوصًا في مجتمعاتٍ كمجتمعاتنا، بل قد نحولها لتحدياتٍ وفرصٍ للتقدم والارتقاء بالنفس والمجتمع وبلوغ الغايات، وكل ذلك ممكنٌ إذا علت الهمة وامتلكنا الثقة ودرسنا أوضاعنا بالشكل الصحيح، ثم دعْمنا ذلك بنفسٍ قويةٍ ترتكز على القناعة والصبر والشجاعة وغير ذلك من الصفات الحميدة.
فلا عذر إذًا إلا لمن أُغلقت بوجهه كل الطرق فعليا، لا لمن توهَّم أو أقنع نفسه بأن هذه العقبات مانعة، لا سيما ونحن نرى في حياتنا الكثير من الشخصيات الناجحة بعد أن عانت ظروفًا في غاية الصعوبة والشدة، وهي مع ذلك بلغت ما بلغت من النجاح في شتى المجالات..
محمود سهلان
٨ صفر ١٤٤١هـ
٧ أكتوبر ٢٠١٩م
تعليقات
إرسال تعليق