دروس عاشوراء (٣) احترام المقامات العالية
لا أظننا نختلف في ضرورة احترام الكبير إذا أردنا أن يكون المجتمع في حالة استقامةٍ وسلامة، سواء كان الكبير كبيرًا في السن أو صاحبَ مقامٍ عالٍ بين الناس..
جسَّد هذه القيمة العالية العباس بن علي -عليهما السلام- طوال حياته بأبهى صورة، وذلك في تعامله مع الحسن والحسين وزينب عليهم السلام، فكان يحترمهم احترامًا منقطع النظير بين الإخوة كما ينقل التاريخ، وتجلى الأمر أكثر وأكثر بأرض الفداء بكربلاء..
يُنقل عن العباس -عليه السلام- أنه لم ينادِ الحسين -عليه السلام- بأخي، بل كان يناديه دائمًا بكلماتٍ أخرى كـ (سيدي، ومولاي)، لأنه سلام الله عليه تربى في كنف أمير المؤمنين وأمه العظيمة أم البنين -عليهما السلام- وأخذ من أخلاقهما أخلاقًا ومن أدبهما أدبا.
التزم العباس -عليه السلام- بذلك طوال حياته لأنه يعرف مقام الولاية أعلى معرفة، فعرف مقام الحسن والحسين -عليهما السلام- معرفةً عالية، فما كان منه إلا إجلالهما واحترامهما احترامًا عظيمًا يليق بهما، حتى قيل أنه لم ينادِ أخاه الحسين -عليه السلام- بكلمة أخي إلا حين شارف على الاستشهاد..
هذا الاحترام وهذا التقدير من أهم الدروس التي ينبغي أن نتعلمها من عاشوراء، ولا شك ولا ريب أن ذلك فيه صلاح المجتمع المؤمن.
محمود سهلان
٩ محرم الحرام ١٤٤١هـ
٩ سبتمبر ٢٠١٩م
تعليقات
إرسال تعليق