دروس عاشوراء (١) المعرفة والتوبة



نتساءل دائمًا ما الذي جعل الحرَّ بن يزيد الرياحي ينتقل من معسكر الباطل إلى معسكر الحق، ليكون شهيدًا من شهداء كربلاء، وصاحبًا من أصحاب الحسين عليه السلام..

ما أستقربه هو أن المعرفة هي من قادت الحر للتوبة والانتقال ليكون ناصرًا للحق ضد الباطل؛ أعني المعرفة بشيءٍ من مقامات أهل البيت -عليهم السلام- ومعرفة (من أين وفي أين وإلى أين)..

كان الحر عارفًا بمقام وحرمة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها، وذلك يظهر عندما رفض أن يشتمها أو يذكرها بسوء، وقال أنه ليس له إليها من سبيل..

وكان عارفًا (إلى أين)، وذلك يظهر في لحظة التحول والتوبة، حيث قال: "أُخير نفسي بين الجنة والنار"، ولم يختر النار على الجنة، فمع صعوبة الموقف وشدته، اتبع الحر معرفته، واختار صُحبة الحسين -عليه السلام- والاستشهاد بين يديه، فكانت والله قصَّةً عظيمة، ودرسًا عظيمًا على مر العصور..

قد أتمكن من القول أن المعرفة هي السبيل إلى التوبة، وهذا ما تجسَّد في الحر الرياحي كما يبدو..

محمود سهلان
٤ محرم الحرام ١٤٤١هـ
٤ سبتمبر ٢٠١٩م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

كراهة نيَّة الشر

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال العشرون