من هنا وهناك (٦١) سيِّئةُ التركيز على السلبيات
من هنا وهناك (٦١) سيِّئةُ التركيز على السلبيات
بعيدًا عن ملاحظة الجهات الفاعلة وذلك لتنوعها، أتحدث بالنظر لطريقة الطرح في هذه المقالة، وهي التركيز على الجوانب السلبية بشكلٍ مطلقٍ من البعض، أو أقل بقليل، وكأننا نعيش في مجتمعٍ لا يملك أي إيجابيةٍ على الإطلاق!!
ما أعتقده أن هذه المنهجية وهذه الطريقة سيئةٌ في التعامل مع المجتمعات، بل هي سيئةٌ في حق نفس الجهة الفاعلة التي تركز على السلبيات، فلا يُعقل أن تكون هذه الجهة كلها حسنات، وقد تُتَّهم بأنها تستر سيئاتها من خلال فضح غيرها، ولا يُعقل أن يكون المجتمع لا حسنةَ له مطلقا..
هذه الحالة لو تصدت لها العلوم الإنسانية على اختلافها لكانت نتائجها في حق الجهة الفاعلة للتقريع سيئةً في الكثير من الحالات، ودون شكٍّ فإن لها سلبياتها كذلك على المجتمعات التي يُمارَس في حقها هذا المنهج..
ما أراه صوابًا هو حالة التوازن والاعتدال في طرح القضايا الاجتماعية، فكما نطرح الحالات والقضايا السلبية، ينبغي أن نطرح ما يقابلها من الإيجابيات، لا سيّما وهي كثيرةٌ في مثل مجتمعاتنا، وليس ببعيدٍ ما عاشته البحرين من تضامنٍ منقطع النظير مع أهالي الفقيدات الثلاث في قرية سترة، ولا أظن أنك تتمكن من أن تجد مجتمعًا يتعاون مع المحتاجين كما وجدناه في حملات التبرعات في الأشهر الأخيرة، وغير ذلك كثيرٌ مما هو ظاهرٌ أو مستور.
كذلك أُنبِّه إلى نقطةٍ سلبيةٍ في طرح البعض، وهي استعمال بعض الألفاظ والتعبيرات الخادشة للحياء، والتي لا تناسب الأجواء العامة، فإذا كنتم تريدون تصحيح حال المجتمع فعلا، فعليكم باختيار الطريق الملائم، والتعبيرات الملائمة المحترمة، وإلا فالتوقف أجده أفضل..
محمود سهلان
٦ شوال ١٤٤٠هـ
١٠ يونيو ٢٠١٩م
تعليقات
إرسال تعليق