المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٨

آسيوياتٌ بأزقَّة القرية

آسيوياتٌ بأزقَّة القرية بينما كنتُ خارجًا من القرية في حدود الساعة العاشرة ليلا -في ليلة الحادي عشر من محرم- لفت نظري مرور ثلاث فتياتٍ من إحدى الجاليات الآسيوية في أحد شوارعها، وهنَّ يرتدين لباسًا مخالفًا للمتعارف في قرانا، ومضيت وكأن شيئًا لم يكن في تلك اللحظات.. مع طلوع هذا الصباح تذكَّرت المنظر وأخذتُ أفكِّر فيه مليًّا، فهو منظرٌ لم أكن أتصور أن أجده في قريتي أو أيّ قريةٍ محافظة، لكن هذا الظنّ خاب، وهذا المنظر الغريب عن مجتمعنا قد تحقّق فعلا.. قبل فترةٍ ليست بالبعيدة تكررت عليَّ مثل هذه المشاهد في إحدى القرى المعروفة بالتزام أهلها فكتبت عن تلك الظاهرة، حيث صرتُ أشبِّه أحد شوارعها بشارع المعارض ذي الصيت السيء جدا، وهذه المشاهد في ازدياد وتكثُّرٍ دائم، ولا تبدو في الأفق أي حركة باتجاه التقليل من هذه المظاهر السلبية من أيّ جهةٍ من الجهات. بالإضافة لمشهد البارحة دخل في قلبي الريب من إحدى العاملات كخادمةٍ كما يبدو، وهي من جاليةٍ آسيوية كذلك، حيث خرجتُ من المسجد بعد صلاة العشائين في إحدى الليالي الماضية وجلست بالسيارة، فوجدت تلك العاملة تعبث في هاتفها كثيرًا وهي تمشي وتل

نحو موكبِ تعزيةٍ أمثل.. ملاحظتان

نحو موكبِ تعزيةٍ أمثل.. ملاحظتان تشرّفت اليوم بالمشاركة مع أهالي قريتي الأعزّاء في موكب العزاء على سبط رسول الله (ص)، وأسأل الله أن يتقبل منّا جميعًا هذا العمل، وأن لا يحرمنا من مواساة رسوله الأعظم (ص) وسيدتي ومولاتي فاطمةَ الزهراء (ع) وأهل بيت الرسالة جميعًا خصوصًا مولانا المنتظر أرواحنا لتراب مقدمَه الفداء. حضورٌ جاء ليؤدي واجب العزاء كعادته في كلّ عام، يتشكّل من كل الفئات يرسلُ رسالته لمولانا المهدي -عجّل الله فرجه الشريف- بأننا على العهد باقون، وسنبقى كذلك ما بقيَ الدهر، ولكنْ هنا ملاحظتان أردتُ الإشارة لهما، وإن لم أكن مصيبًا فأطلب التصويبَ والتصحيح منكم: الملاحظة الأولى: في يوم العاشر، وكذلك في يوم أربعين الإمامِ الحسين (ع)، وفي يوم وفاة رسولِ الله (ص)، اعتدنا على مشاركةٍ أكثر كثافة ممّا كانت عليه اليوم، هذا ما لاحظته ولعلّ ما أكّد لي ذلك هو حديثي مع أحد رواديد القرية الأعزاء الذي أشار لنفس النقطة، ولتراجع الحضور، الذي يرى أنه ظاهرةٌ في الفترة الأخيرة في موكب قريتنا. الملاحظة الثانية: كثيرًا ما يُشير المنظِّمون وأصحاب الشأن في الموكب أن هناك الكثير من الإخوة يقف

زيارةُ عاشوراء.. خصائص ومميزات

زيارة عاشوراء.. خصائص ومميزات تتمتع زيارةُ عاشوراء بخصائصَ ومميزاتٍ كثيرة،  قد نجد بعضها في غيرها من الزيارات، لكننا لا نجدها في جميع الزيارات قطعًا، وأحاول في هذا المقال تسليط الضوء على بعض تلك الخصائص التي تجعل لهذه الزيارة خصوصيةً وقيمةً كبيرة في تراث الدعاء والزيارة في مذهب أهل البيت عليهم السلام.. قبل ذلك أُشير إلى العناية الكبرى التي تحظى بها قضية الإمام الحسين عليه السلام، وشخصه المقدّس كذلك، والقضيةُ بطبيعة الحال قضيةُ الإيمان مقابل الكفر، والعدل مقابل الجور، والإمام عليه السلام هو امتداد الخلافة الإلهية على وجه البسيطة، ومُوَّرِّثها لأبنائه حتى القائم عليهم صلوات الله وسلامه. روى زيدُ الشَّحّام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “من زارَ قبرَ الحسين -عليه السلام- في يوم عاشوراء عارفًا بحقه كان كمَن زارَ اللهَ في عرشه” [مصباح المتهجد/ ص٧٧١]. وروى جابرُ الجُعفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “من بات عند قبر الحسين -عليه السلام- ليلةَ عاشوراء لقي الله يوم القيامة ملطَّخًا بدمه كأنما قُتل معه في عرصته” [مصباح المتهجد/ ص٧٧١]. وروى حَريز عن أبي عبد الله عليه ال

لماذا هم خيرُ الأصحاب؟!

لماذا هم خيرُ الأصحاب؟! قام الحسين في ليلة العاشر خطيبًا في أصحابه وقال: "إني لا أعرف أهل بيتٍ أبرّ ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي، ولا أصحابًا هم خيرٌ من أصحابي، وقد نزل بي ما قد ترون، وأنتم في حلٍّ من بيعتي، ليست لي في أعناقكم بيعة، ولا لي عليكم ذمّة، وهذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملًا، وتفرّقوا في سواده، فإن القوم إنما يطلبوني، ولو ظفروا بي لذُهلوا عن طلب غيري"[أمالي الصدوق]. يقول -عليه السلام- أنه لا يعلم أصحابًا خيرًا من أصحابه، وهو الإمام المعصوم فليست المسألة مسألة عاطفةٍ إذًا، فلماذا كانوا كذلك؟ ولماذا تفوّقوا على غيرهم من الأصحاب؟ في هذه المقالة أُحاول تسليط الضوء على بعض الجهات، وإلا فإنني أتصوّر أن المسألة أكبر من ذلك، لعلني أوفّق في إصابة شيءٍ منها حتى أظفر بالمزيد في قادم الأيام.. قد يقول البعضُ أصحاب رسول الله (ص) في غزوة بدرٍ أفضل، لكن ذلك منفيٌّ بما قاله الحسين (ع) عن أصحابه، مع ما كان من جلالة القدر لأصحاب رسول الله (ص) المخلصين. أصحاب رسول الله (ص) كانوا يقاتلون مع صاحب الرسالة التي مَن آمن بها فهو يقاتل الكفر والكفّار حينها، مع المرسل م

ما كان ينقصنا.. الأمرُ بالمنكر!

ما كان ينقصنا.. الأمرُ بالمنكر! قال النبي (ص): كيف بكم إذا فسدَ نساؤكم، وفسق شبّانكم، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟.. فقيلَ له: ويكون ذلك يا رسولَ الله؟!.. قال: نعم، وشرٌّ من ذلك، كيف بكم إذا أَمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف؟.. قيل: يا رسول الله!.. ويكون ذلك؟.. قال: نعم، وشرٌّ من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا والمنكر معروفًا؟... [قرب الإسناد]. قبل أيام قرأتُ مقالًا يطالب بتغيير لون العباءة للمرأة! حيث يرى كاتبُه أنّ اللون الأسود لا يتلاءم مع حرارة الجو عندنا، واقترح بعض الألوان تخفيفًا على النساء كما يقول، منها اللون الأبيض.. تحدّثتُ في مقالٍ سابق عن فظاعة جريمة تغيير لون العباءة وما سيترتّب عليه مستقبلا، فلست في وارد الحديث عن ذات الموضوع مجدّدًا، فقط أُشير أنّ النتيجة بالتدريج ستكون كالتالي: ارتداء عباءاتٍ ملوَّنةٍ ومزخرفة ومفتوحة من الأمام كما هو الحال اليوم، ثم يكون من السهل خلع العباءة نهائيًّا وهو ما نراه اليوم، لكنه سيكون ظاهرةً مجتمعيَّةً في المستقبل القريب ما لم تُعالج، حيث أن العباءة ملونةٌ ومفتوحة والملابسُ ملونة وليست مستورةً بالعباءة ك

ثقافةُ اختصار الكلِم

ثقافة اختصار الكلِم هنالك ظاهرةٌ منتشرةٌ بشكلٍ كبيرٍ في مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، وهي اختصار الكلمات والعبارات لأحرف، فنعبّر عن كلمةٍ بحرفٍ أو جملةٍ تتكوّن من كلمتين مثلًا بحرفين وهكذا، فنقول: (س ع)، ونقصد بها: (السلام عليكم)، ويبدو هذا غير مستغربٍ للوهلة الأولى في عصرٍ تُعدُّ السرعةُ سمتَه الأولى أو واحدةً من أبرز سماته. للألفاظ وجودٌ حقيقي كما يرى البعض وعلى أقل تقديرٍ لها وجودٌ اعتباريٌ كما يرى آخرون، لكن هذا الوجود الذي نشأ من الوضع والجعل كما يقولون حقَّق عُلقةً بين اللفظ والمعنى فجعلهما كأنهما شيئًا واحدًا، فكلَّما حضر اللفظ حضر المعنى عند العارف بذلك، هذا في مقام التخاطب، بل هو في مقام تفكّر وتدبّر الإنسان بينه وبين نفسه كذلك، فلشدة العلاقة -بين اللفظ والمعنى- التي تقترب من الاتّحاد، فهو يفكِّر عن طريق الألفاظ ليصل للمعاني، بل قد نقول أن التفكير عن طريق الألفاظ أفضل لما يستوعبه المُدرِك من حيثياتٍ محيطةٍ باللفظ كما لو كان منقولًا أو مرّ بمراحل توسَّعَ أو تضيّق فيها مدلوله. ثمّ أن الوجود الكتبي، وهو عبارة عن الخطوط والنقوش التي تدلّ على الألفاظ، التي بدورها

الحسين (ع) يوحِّدُ مَن؟

الحسين (ع) يوحِّد من؟ كثيرًا ما نسمع عبارة أن (الحسين يوحِّدنا)، وهي عبارةٌ جميلةٌ جذّابة، ولا نختلف معها فالحسين يوحّدنا، ولكن أقول متسائلًا: الحسين يوحّد مَن؟ وكيف؟ الحقُّ الذي ينبغي أن يتَّبع واحد لا يتعدّد، وهو ما أراده الله تعالى، أمّا ما هو بخلافه فهو باطلٌ غير مطلوبٍ من الله تعالى دون شك، لذا لزم أن نعرف الحق ونتَّبعه ونجتنب الباطل، ولزم أن نتوحّد حول الحق، وهو ما يثبته القرآن الكريم ورسول الله (ص). قال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)[المائدة/٥٥]. وهي آية واضحة في الدلالة على تعيين الوليّ، والتشخيص واضحٌ في الروايات، والمقصود بمن يؤتون الزكاة وهم راكعون هو علي ابن أبي طالبٍ (ع). عن أمّ سلمة (رض) قالت: سمعتُ رسول الله (ص) يقول وهو آخذٌ بكفّ علي: الحق مع عليّ يدور معه حيث دار. [أمالي الطوسي]. قال رسول الله (ص): إن الله يبغضُ من عباده المائلين عن الحق، والحقّ مع علي وعلي مع الحق، فمن استبدل بعليٍّ غيره هلك وفاتته الدنيا والآخرة. [الروضة]. وقال (ص)

التربيةُ ومصيدة الاقتناع

التربيةُ ومصيدةُ الاقتناع يتحمّل الأبوان مسؤوليةً عظيمةً في تربية أطفالهم، حيث ينبغي لهما أن يربّوهم ويؤدّبوهم بالطرق الصحيحة التي تؤدي لنتائج صحيحة سليمة بتوفيقٍ من الله تعالى، كي يَخرجوا للمجتمع أبناء أكفّاء قادرين على تحمّل متطلبات الحياة والقيام بمسؤولياتهم تجاه المجتمع والشريعة الحقّة. من هنا لزم أن تكون خطوات الأبوين مدروسةً ومرسومةً بالشكل الصحيح، بالنظر إلى النتائج التي يُراد الوصول إليها، خصوصًا في ظلّ الصعوبات التي نواجهها اليوم من كلّ الجهات، وفي ظل هذا الانفتاح الرهيب الذي أثّر كثيرًا على كلّ جوانب الحياة، والذي يعيش أطفالنا في لبّه حيث لا يمكن أن يَتجاهل الكبار في العالم النتائج الاقتصادية والأرباح المهولة عن طريق سُوق الأطفال، ويكفي في ذلك الإشارة للأجهزة الإلكترونية المتنقّلة، وما فيها من مخاطر عصيّة على الإحصاء. شخصية المؤمن لها ثلاثة أبعادٍ رئيسيةٍ لا يصح تجاهلها أبدا، فضعف أحدها أو الانحراف عنها يعني شخصيةً على غير ما أراده الخالق تعالى، وهي: البعد العقائدي، والبعد الأخلاقي، والبعد الفقهي (الأحكام الشرعية). هذه الأبعاد الثلاثة لا ينبغي بأيِّ حالٍ من الأح

الأكبر.. درسُ الثبات على الحقّ

الأكبر.. درسُ الثبات على الحقِّ إن الإنسان في هذه الدنيا معرَّضٌ للابتلاء والاختبار دائما، فنحن فيها عابروا سبيلٍ نحو الخلود، فإما إلى الجنَّة والنعيم وإما إلى النار والجحيم والعياذ بالله، لذلك اقتضت الحكمة والعدل أن يمرَّ كلُّ فردٍ باختبار في هذه الدنيا ينتقل على إثره إلى دار القرار، يتحدّد من خلاله مصيره ودرجته عند الله تعالى في يوم القيامة. كلما زاد إيمان العبد عليه أن يتوقَّع المزيد من الاختبارات والابتلاءات، ليثبت على إيمانه من جهةٍ ويكون مستحقًّا للجنة، وليرتقي في إيمانه من جهةٍ أخرى ويترقَّى في درجات الجنة، فلكل نفسٍ ما سعت، وليس بين الله تعالى وأحدٍ من نسب. الأنبياء والأوصياء والأولياء لم يكونوا استثناءً من هذا، بل تعرضوا لما لم يتعرَّض له غيرهم من الخلق، فهذا إبراهيم (ع) يؤمَر بذبح ابنه، وهذا موسى يتربى في قصر عدوه، وهذا هو خير خلق الله محمد (ص) يُشتم ويتَّهم ويضرب حتى قال: ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت. الإمام الحسين (ع) وارث الأنبياء وسبط خير خلق الله، له درجةٌ يوم القيامة لا ينالها إلا بالشهادة، وأيّ شهادة هي تلك الشهادة، حيث أن القداسة كلَّ القداسة تُرمى بالح

أرجو رضاكَ

في يوم ميلادي أرجو رضاكَ كم من العمر سأبقى يا ترى؟! هل بقى فيه بقدرِ ما مضى؟ أم مضى خصبُ رمالي وانقضى؟ إن بقي في العمر خيرٌ فأطله فعلى حسنِ الظنون فيك منه أنا عبدٌ مذنبٌ جاء ربي فأقله نحو خلدٍ في الجنان ذا رجائي فاسمع اليوم إلهي ذا ندائي واستجب يا خيرَ ربٍّ لدعائي حسنِ ظنِّي يطلب منك الزيادة فاجعل الراحة في قبري وسادة واجعل الخير طريقي بخلوصٍ وإرادة يا إلهي إن قلبي في هواهُ لمقيَّد فاعذر القلب إلهي ثم فاشهد خطفَ القلبَ جنوحٌ لعليٍّ ومحمد يا إلهي اجذب الروح إليك عن سواكَ واسقها عذبَ الكمال من سناك إنني لستُ أبالي حينما ألقى رضاك محمود سهلان ٦ سبتمبر ٢٠١٨م

الحسين والعترة الطاهرة (ع) مرجعنا

الحسين والعترة الطاهرة (ع) مرجعنا يمثّل عصر الأئمة (ع) الامتداد للخلافة الإلهية على وجه الأرض بعد رسول الله (ص) تكوينيًا وتشريعيًا، فامتدّت هذه الفترة حتى انتهاء الغيبة الصغرى، وذلك عبر التوقيعات التي كان يصدرها الإمام المنتظر -عجّل الله فرجه- للسفراء الأربعة، فيكون زمن التشريع توقّف مع بداية الغيبة الكبرى في العام ٣٢٩ بالسنوات الهجرية. وعليه تمثّل العترة الطاهرة المرجع للمؤمنين في كلِّ أمورهم، خصوصًا الأحكام الشرعية، والتي هي من عند الله تعالى ورسوله (ص)، فلا تختص فترة أحدٍ من الأئمة (ع) بتقديم قوله وتقريره دون غيره، بل لا بدّ من مراجعة كلِّ الأحاديث الواردة التي تخص المسألة من زمن رسول الله (ص) حتى الإمام القائم (ع) بالإضافة لكتاب الله العزيز، وفي استنباط الحكم بعد ذلك تفاصيل ليس هذا محلّها. من أبرز الفترات التي أُتيح للأئمة (ع) العمل فيها هي فترة الإمامين الصادقَين؛ أعني الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام، ودونك مراجعة كتبنا الحديثية لتجد الكمَّ الهائل مما ورد عنهما (ع)، فكانت مرحلةً مهمّةً جدًا في شتى المجالات العلمية والمعرفية في التاريخ الإسلامي، وذلك بسبب ف

مراجعة: آخر العنقود

الكتاب: آخر العنقود (قصّة حقيقية). تأليف: فاطمة محسن. يتكوّن الكتاب من حوالي خمسين صفحة، وتدور أحداثه خلال ثلاثة أشهرٍ من حياة الكاتبة، وهي عبارةٌ عن بعض مقتطفات من هذه الفترة تشترك في الغالب في كونها حزينةً ومؤلمة. مرّت على الكاتبة بعض الأحداث الحزينة في هذه الفترة، فمع اقتراب تخرّجها من الثانوية وتفرّق زميلاتها عنها، رحلت عمّتها عن هذه الدنيا، وبعد ما يقارب شهرين من الزمن انتقل والدها من الدنيا بسبب مرضه، مما ترك أثره عليها دون شك. ركّزت فاطمة على التعامل بإيجابية مع ما مرّ عليها من أحداث، وعدم اليأس بعد أيّ سقوطٍ أو فشل، فلا بدّ من المحافظة على الأمل وبذل الجهد لتحقيق طموحاتنا، ومما تعرّضت له هو رسوبها في أول فصل لها بالثانوية في مادّة الرياضيات، لكنّ دفع المعلمة والزميلات والعائلة، وكذلك تعاملها الإيجابي مع الأمر قادها لتخطي المرحلة وتحسين مستواها في المادة ثمّ النجاح. عانت القصة من غياب عنصر التشويق فيها نوعًا ما، وكثرة الأخطاء النحوية، وكذلك لم تكن اللغة المستعملة في الكتابة قوية، بالإضافة لاستعمال اللهجة العاميّة الدارجة كثيرًا دون وضعها في أقواس أو ما شابه.

مراجعة: المُكنة البنائيّة في الإجازة الروائية

مراجعة: المُكنة البنائيّة في الإجازة الروائيّة (ورقةٌ في توسعة الغاية من علمي الدراية والرجال). للكاتب: السيد محمد السيد علي العلوي * مقدمة: يشير الكاتب في المقدّمة لاهتمام المسلمين منذ بدايات عصر الوحي بمسائل إسناد النصوص والوقائع إلى ناقليها، ويبدو أن الغاية كانت التوثّق من الأخبار من خلال معرفة حال الناقل، وأنه من المعروف في الأوساط العامة والخاصة أن الغاية من الإسناد هي الوقوف على المنقول من حيث القبول والرّد. إلا أنه يرى أن هناك أبعادًا أخرى يمكن أن نستفيدها من حالة الإسناد، خصوصًا مسألة الإجازة الروائية وسلسلة رجالها كما سيبيّن. من الواضح عدم دخول الإجازة اليوم في تصحيح الحديث كما يرى المحقّق البحراني -قدس سره- ويتفق المؤلف معه في ذلك، إلا أن هناك بعض اللفتات في كلام الشيخ البحراني يمكن أن نستفيد منها كما يرى المؤلف، ومن أهم ما يُلفت النظر هو اعتبار الشيخ كون المُجاز أهلًا للمقام كما قرّر في لؤلؤة البحرين. يرى المؤلف دخول الإجازة الروائية في عمق البناء الثقافي والتنظيم الإداري للمجتمع، وهذا ما سيتطرق إليه في خمسة عناوين متلاحقة، مع أن المُجيزون والمُجازو

مراجعة على كتاب الحُبور في القطع بالصدور

مراجعة على كتاب: الحُبور في القطع بالصدور المؤلف: السيد محمد السيد علي العلوي • مقدمة:  يشير المؤلف للمبنيين الرئيسيين في قبول الحديث وردَّه عند الإمامية، والأول هو القول بصحة صدور بعضها عن المعصومين إذ يرون أنّ السندَ قرينةٌ كباقي القرائن، والثاني هو القول بحاكمية السند ما لم تقم قرينةٌ على الصدور. ثم يرسم ملامح البحث وخطوطه الرئيسية، وهو أمرٌ مهمٌّ يساعد القارئ على أن يعيش البحثَ باتِّزانٍ ووضوح. • المدخل:  البدء بالتعريف بعلم دراية الحديث وببعض الحيثيّات التي يحتاجها المؤلف في البحث، ثم تحديد المشكلة التي عُقِد من أجلها البحث وهي: هل حديث أميرِ المؤمنين (ع) -المذكور في صفحة ٢٦- مطلقٌ في كلِّ نقل، أو أنَّ المنقول عن المعصومين (ع) خارجٌ؟ وإنُ كان الثاني، فهل خروجه تخصُّصًا أو تخصيصًا؟ يطرح المؤلف بعد ذلك بعض (الاحتمالات العامّة لفلسفة الإسناد)، ويطرح عنوانًا جديدًا وهو (بينيات السند)، كما ينبِّه لأمرين مهمَّين خصوصًا مراعاة الظروف السياسيَّة والاجتماعيَّة للحقبة موضوع البحث. • المبحث الأول: الاستدلال على حجِّية خبر الثقة بآيتي النبأ والنفر: يذكر المؤلف