الهدوءُ الفكري والمعرفي
في الأشهر الأخيرة أعاني ضغطًا ليس بالقليل لكثرة الانشغالات العلمية -ولله الحمد- بالإضافة لبعض الانشغالات الأخرى، حيث إنني ملتزمٌ بدوامين رسميين صباحًا ومساء، الأمر الذي يحتاج إلى وقتٍ طويلٍ وجهدٍ كبيرٍ كي أتمكن من أداء المطلوب مني على أكمل وجه، كما أنه يستدعي الانتقال عما في يدي قبل أن أرتوي منه.
هذه الحالة بطبيعة الحال تلزمني بالانتقال من مادةٍ علميةٍ لأخرى ومن كتابٍ لآخر في فتراتٍ زمنيةٍ قصيرةٍ متلاحقة، فلا يسمح الحال بالاستقرار لفتراتٍ طويلةٍ في قراءة كتابٍ واحد، وهو أمرٌ له فوائده الكثيرة والكبيرة من جهة، لكنه قد يؤدي للتشتت أحيانا، والانتقال السريع عن المعلومة المؤدي لعدم نضجها الكافي.
أضف إلى ذلك التواجد بين الفينة والأخرى على مواقع وتطبيقات التواصل الإلكتروني، التي تسبب بطبيعتها التشتت وعدم الثبات، فإني وإن كنت أقلل انشغالي بها كثيرًا أثناء الفترات الدراسية المنتظمة إلا أن تواجدي القليل فيها يترك أثره لا محالة.
والنتيجة تتبع مقدماتها كما تعلم.
اليوم -إجازة- عشت فيه حالةً من الهدوء من جهة، وتمكنت ما بعد الظهر من القراءة في كتابٍ واحدٍ لمدةٍ ليست بالقصيرة، فشعرت بنوعٍ من التركيز والتجاوب مع ما أقرأ، كما شعرت بترابط المعلومات والمعارف بشكلٍ بعيدٍ عن التقطعات والتشتت، وقد أتمكن من القول أنها كانت حالةً من حالات الهدوء الفكري والمعرفي المنتج.
ففي هذه السويعات تلاقحت أفكار هذا الكتاب مع أفكارٍ وهمومٍ تشغل ذهني كثيرًا هذه الأيام، وكذلك تلاقحت مع قراءاتي ودروسي المتأخرة فأنتجت نتاجًا جيدا، فذكري لحالة التنقل بين المواد العلمية والكتب لا من جهةٍ سلبيةٍ بحتةٍ فإن إيجابياتها لا تخفى كذلك.
أما نتيجة هذا الهدوء الفكري والمعرفي وتلاقح الأفكار والهموم فكانت مجموعةً من الأفكار لمقالاتٍ قادمةٍ تصل إلى خمسة عناوين أو أكثر، أرجو أن تظهر ويقرؤها من يهتم لها عما قريب.
محمود سهلان العكراوي
الثلاثاء ١٣ جمادى الأولى ١٤٤٥هـ
الموافق ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٣م
تعليقات
إرسال تعليق