المايك، ومحذور شهوات النفس
تتنوَّع شهوات النفس بشكلٍ يصعب حصره، نعم على نحو العناوين الكلِّية قد نتمكَّن من ذلك، لكن على نحو التشخصات الخارجية الجزئية فالأمر في غاية الصعوبة، لا سيَّما عند ملاحظتنا لأحوال النفس الإنسانية والحدود الدقيقة جدًّا بين الخير والشر.
من تلك العناوين العامة الواضحة، شهوة الجنس، والطعام والشراب، والمال، والوجاهة والرئاسة، لكنها لا تنحصر في هذه، وإن كانت هذه من أهمِّ عناوين الشهوات.
شغل ذهني -لفترةٍ زمنيَّةٍ ليست بالقصيرة- أثرُ لاقط الصوت (المايك) على النفس الإنسانية، وكيف له أن ينقلنا من واقع استعماله كأداةٍ مفيدة، ومن النوايا الحسنة في تقديم الخدمات بأنواعها، إلى أمرٍ مطلوبٍ بنفسه، أو مطلوبٍ كأداةٍ للصدارة والظهور والوجاهة..
وزاد في انشغال البال الظهور الكبير والواسع للأطفال على الساحة، ودفع أهاليهم لهم بهذا الاتجاه.. ولا أقول أن هذه حالةٌ سلبيةٌ بنحوٍ مطلق، فتنبَّه ولا تستعجل، فما أقوله مع كل الإيجابيات الظاهر لنا والخافية علينا، ينبغي لنا التعاطي مع مثل هذه الحالة بحذر، فإنه دون شكٍّ من مواضع زلل الأقدام.
بخصوص الأطفال أقول، فمع الدفع باتجاه قراءة القرآن والدعاء، والخطابة، والعزاء، لا بدَّ من خلق حمايةٍ أخلاقيةٍ وأدبيةٍ تحميهم من السقوط، ولا بدَّ من إيجاد آلياتٍ ملائمةٍ -لا سيَّما من الأبوين- تجعل هذه البراعم الصالحة على الطريق الصحيح.
أرجو أن يكون مرادي قد وصل للقارئ الكريم كما أردته، وأن لا يُحمل على غير ذلك، فهذه الكلمات كتبتها من واقع الخوف على هذا المجتمع وأبنائه، ومن واقع الحرص الشديد على صلاح أبنائنا.
محمود سهلان العكراوي
السابع من المحرم ١٤٤٤هـ
الموافق ٦ أغسطس ٢٠٢٢م
تعليقات
إرسال تعليق