المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٠

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثالث.

صورة
تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيد محمد السيد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال الثالث: [٥] الرواية الخامسة: أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن، عن عليِّ بن الحكم، عن هشام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما خَلَقَ الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل فقال له: أدبر فأدبر فقال: وعزتي وجلالي ما خلقتُ خلقًا هو أحبُّ إليَّ منك، بك آخذُ وبك أُعطي وعليك أُثيب. وهذه الرواية -الخامسة- تُشبه الرواية الأولى عن أبي جعفرٍ الباقر (عليه السلام) في صدرها ولكنها تختلف عنها في ذيلها. لماذا قال: (وعزَّتي وجلالي) ولم يقلْ -على سبيل المثال- ورحمتي وقوتي؟ قال ذلك لأنَّ العزة والجلال فيهما جانب تجرُّدٍ وابتعادٍ عن المتعلَّقات الأخرى، والقَسم موضوعه الحب، والحبُّ فيه هذا الجانب أيضًا، فالمقدمة متناسبةٌ مع الموضوع. ولكن -للتنبيه- نقول لا ينبغي أنْ نستغرق في التعامل مع الآيات والروايات بهذه الطريقة لأجل إثباتها، لأننا لا نستطيع الإحاطة تمامًا، فقد يستعمل المولى لفظًا لا يظهر لنا مناسبته للموضوع، لكن إرادته -الخافية علينا- مناسبةٌ بطبيعة الحال. ونُفيد من ا

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الثاني.

صورة
تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيد محمد السيد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمة، بقلم محمود سهلان العكراوي: المقال الثاني:   [٤] الرواية الرابعة: وعن الحسين بن محمد، عن معلَّى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن السَري بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: يا عليُّ لا فقرَ أشدُّ من الجهل ولا مالَ أعودُّ من العقل.   قاعدتان من الرواية: الأولى: أشدُّ الفقر الجهل. أفدناها من الحصر بالاستثناء بعد النفي. الثانية: أعودُّ المال العقل. أفدناها من الحصر بالاستثناء بعد النفي. وقد وَرَد كلٌّ من لفظ (الفقر) و (المال) على نحو المجاز في هذه الرواية.   استطراد: وقع الكلام في وجود المجاز في اللغة من عدمه، فقال بعضٌ بعدم وجود المجاز، وقال آخرون بوجوده، ومنشأ هذا البحث هو مبحث الوَضْع. المشهور هو وجود المجاز في اللغة، بل أنه الأكثر في الاستعمال، أما الرأي الأول فيذهب إلى أنَّ الألفاظ وُضِعت لمعانٍ أصليَّةٍ تنطبق على مصاديقها، كلفظ الأسد -مثلًا- فهو موضوعٌ للشجاعة والإقدام، ولكنه ظاهرٌ في هذا الحيوان المفترس الذي أطلقنا عليه اللفظ، وكذلك ينطب

الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة: المقال الأول.

صورة
تقريراتٌ مختصرةٌ لدرس سماحة السيد محمد السيد علي العلوي (حفظه الله)، في كتاب الفصول المهمَّة في أصول الأئمَّة. المقال الأول: الباب الثاني: أبواب الكليات المتعلقة بأصول الدين وما يناسبها. الرواية الأولى: يمكننا الخروج من هذه الرواية بستِّ قواعد، وهي: الأولى: أحبُّ خلق الله إليه العقل. وقد دلَّ عليها الحصر بالاستثناء بعد النفي. الثانية: كلُّ كامل عقلٍ محبوبٌ إلى الله تعالى. وقد دلَّ عليها الحصر بالاستثناء بعد النفي. الثالثة والرابعة: المخاطب بالأوامر والنواهي هو العقل. وقد دلَّ عليهما الحصر بتقديم المعمول (إياك). الخامسة والسادسة: المُعاقَب والمُثاب هو العقل. وقد دلَّ عليهما الحصر بتقديم المعمول (إياك). قال في هذه الرواية: (إياكَ أُثيب وإياكَ أُعاقِب) وفي روايةٍ أخرى: (بِك أُثيب وبِك أُعاقِب) والأولى بمعنى الثانية لسببين، هما: ١- أنَّ الإنسان -كما قامت عليه الأدلَّة- يُثاب ويُعاقَب جسدًا وعقلًا وروحًا. ٢- أنَّ مناط التكليف هو العقل، فقوله (إياك) يُفيد أنَّ الأمر متوجِّهٌ إلى العقل والمنفِّذ هي الجوارح. تنبيهان: الأول: في التعامل مع الرواية ينبغي أنْ ننظر للمعنى أولًا، ثمَّ نبحث عن النُكا