المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٩

من هنا وهناك (٦٣) مجتمعنا متفهِّم

صورة
يدعونا الإخوة الكرام لإمامة صلاة الجماعة في بعض الأوقات بكل أدبٍ واحترام، ونحاول تلبية الدعوات وأداء الواجب وخدمة المؤمنين، إلا أن بعض الظروف تعرُض أحيانًا فتحول بيننا وبين تلبية الدعوة، مع ذلك حتى مع الاتفاق المسبق نجد الإخوة بكل رحابة صدرٍ يقبلون الاعتذار ويتفهَّمون ويراعون تقلبات الأحوال، ويأخذون الاعتذار بطيب نفسٍ وتصديقٍ للمؤمن. هذه الحالة هي الغالبة في التعامل مع الإخوة الأعزاء.. قد تحدث بعض الأخطاء والسلبيات من بعض الفئات في المجتمع، ولا أقصد الإخوة المنظمين لمثل هذه الشعائر والفعاليات، فنجد البعض يتسارعون لتعميم الحالة السلبية على كل الفئة التي يندرج تحتها الفرد الذي ارتكب الخطأ، فلو أخطأ أحد الرواديد مثلا، يُسارع بعض الناس لتعميم الحالة على كل الرواديد، ولو أخطأ بعض الخطباء، يسارعون لتعميم الحالة على كل الخطباء، وهكذا في كل الفئات، خصوصًا إذا كانت ترتبط بالإسلام.. في الواقع أن الحالات الإيجابية والأعمال الطيبة، هي الأولى بالنشر والتعميم إن أردنا، وإلا فالاكتفاء ببيان الأمور كما هي، ولا تعميم في هذا الاتجاه أو ذاك، وإن كان الخير أولى بالنشر، والفاحشة والسلبي

سقوطُ الشَلمغاني من القمة

صورة
للاطلاع على قَصص وتاريخ الأمم السابقة وسِيَر بعض الشخصيات الكثير من الفوائد، تتنوع من جهة كونها شخصيةً أو مجتمعيةً أو اجتماعية، فالتاريخ حقلٌ واسعٌ جدًّا مترامي الأطراف يستطيع كل من نظر في أحداثه ووثائقه أن يعثر على الكثير من الكنوز، ويتمكن من إرجاع المسائل الحاضرة إلى أصولها التاريخية، وبناء المستقبل بالنظر إليها وللزمن الحاضر، كما أنه يتمكن من نيل الكثير من الفوائد من خلال دراسة شخصيات تلك الحُقب الماضية ويتعلم الكثير من الدروس. ومن تتبع آيات القرآن الكريم يجد أنه قد استعمل أسلوب القصص والأمثلة التاريخية كثيرا، ومن الواضح أن آثار ذلك كانت كبيرةً جدا، وقد قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)[يوسف/٣]. من القصص التي فيها الكثير من الدروس والعِبر قصة ابن أبي العزاقر الشلمغاني، وهو عالمٌ شيعيٌ ادعى السفارة عن الإمام المنتظر –عجل الله فرجه- في الغيبة الصغرى، وهو من الشخصيات التي ألقت بنفسها من أعلى السُّلم إلى أسفل سافلين، وفيما يلي أذكر شيئًا من قصة هذه الشخصية وما آل إ

دعوى للمساواة في الأجور!

صورة
العدل هو إعطاء كل ذي حقٍّ حقه، ويقابله الظلم، والمساواة هي إعطاء كل فردٍ مقدارًا مساويًا للآخر، وعليه قد تكون المساواة عدلًا وقد تكون ظلمًا كما هو واضح، أما العدل فهو أمرٌ حَسنٌ لا يكون قبيحًا على الإطلاق، وأما الظلم فهو قبيحٌ ولا يكون حسنًا أبدا. في مجال الأعمال لا تُعطى الأجور على نحو المساواة بين كل العمال والموظفين لاختلاف مجالات وطبقات الوظائف ومستوى الأداء بينهم، والأمر كذلك فيما يتعلق في مجالات الاستعراض كالسيرك والأفلام والرياضة، فهي على أي حالٍ وظائف أو مِهن أو مواهبُ يحصل فيها الموظف أو المستأجر أو غيره أجرًا في قبال ما يقدمه. إذن فالمسألة ترتبط بعدة أمورٍ يترتب عليها التفاوت في المستويات والطبقات، وبالتالي التفاوت في الأجور التي يتقاضاها الأجراء، من هنا فإن العدل يقتضي أن يتقاضى كل أجيرٍ ما يناسب أداءه ومستواه. مرةً أخرى تظهر للسطح مسألة المساواة بين الرجل والمرأة، هذه المرة من خلال بعض لاعبات كرة القدم في الولايات المتحدة والنرويج وغيرهن، وكالعادة تلقى دعمَ بعضِ الأبواق التي لم تتدبر المسألة جيدًّا ما يبدو، وهي بكل وضوحٍٍ قضية تشبُّع البعض بأن هناك ظلمًا

من هنا وهناك (٦٢) مستوى التوقعات في العلاقات

صورة
يبدو أن نفس الإنسان غالبًا ما يكون لها مستوى تجعله أو تعيشه في كل علاقةٍ تقيمها مع أي فرد، مع اختلاف العلاقات في أنواعها ومجالاتها، وتؤثر وتتأثر كيفية المعاملة بملاحظة هذا المستوى الذي جعلته لهذه العلاقة أو تلك. فتعاملي مع صديقي المقرَّب من الطبيعي جدًّا يختلف عن زميلي في العمل، وتعاملي مع أخي بالقرابة أو الإيمان يختلف عن غيرهما، وما أتوقعه من الأقرب منهم يختلف في علوه وارتفاعه عن غيره كذلك، وهكذا في كل العلاقات. عندما نفهم هذا الأمر جيدًا أتصور أننا نكون قادرين حينها على فهم اختلاف تصرفات وسلوكيات الناس عند تعاملهم وتعاطيهم مع بعضهم البعض، فمن يكون قريبًا مني تكون توقعاتي منه وتعاملي معه مختلفًا عمَّن هو أبعد منه، وهكذا نجد هذا الاختلاف كلما اختلفت هذه العلاقات قُربًا وبُعدا، وبالتالي -عندما نستوعب هذا الأمر جيدا- نتمكَّن من التعامل والتعاطي بأريحيةٍ مع الكثير من المظاهر التي نراها هنا وهناك. من جهةٍ أخرى نجد أنه من الضروري أن يعرف الإنسان مستوى علاقته مع غيره، وما يتوقعه منه، والعكس بالعكس، فلا بد من معرفة قدْري إجمالًا عند الطرف الآخر كذلك. لذلك أرى أن من أرا