المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٩

من هنا وهناك (٤٢) تعويمُ المفاهيم

صورة
من هنا وهناك (٤٢) تعويمُ المفاهيم من المشاكل المعقّّدة جدًّا التي نواجهها اليوم كبشر، هو ما تقوم به القوى الكبرى العالمية وما تسمى بالإدارة العالمية من تعويمٍ للمفاهيم، حيث نجد أنها تمكَّنت من إطلاق العديد من المفاهيم التي لا يمكن حدُّها والاتفاق على ما تحمله من معنى. هذا الأسلوب بكل بساطةٍ يجعل الناس ينطلقون في أفكارهم بتشوهاتٍ سيئةٍ جدا، حيث إنهم يحملون المفاهيم العائمة التي لا يملكون لها صورًا واضحةً في أذهانهم ويتحركون من خلالها، فيدافعون عنها ويحملونها كشعارات، ويحاورون ويناقشون ويجادلون من خلالها، بينما لا هم يتصورونها بالشكل الصحيح ولا الأطراف الأخرى، بما أن كل طرفٍ يتصور ذات المفهوم بصورٍ متخالفة. في الواقع لو تروَّى هؤلاء ونظروا لما في أذهانهم وعالجوه لكان أفضل لهم، وأفضل لغيرهم كذلك بما أن التشوَّش الحاصلَ منهم سيؤُول للضعف والزوال، والدفاع المفرط عن هذه المفاهيم سيضعف كذلك، بل وبناؤهم عليه سيُصحَّح أو يتوقف. من أشهر المفاهيم العائمة الفضفاضة مفهوم الحرية، والذي أُطلق وعُوِّم وجَعل الناس يتمسكون به ويتغنون به، لكنهم في الواقع متفاوتون في تصورهم إليه، ومت

من هنا وهناك (٤١) المجهولات وغاية الخَلق

صورة
من هنا وهناك (٤١) المجهولات وغاية الخَلق مجهولات الإنسان أكثر من معلوماته، بل قد نجد أنه كلّما انكشف له مجهولٌ من مجهولاته ازدادت المجهولات، وقد نقسم هذه المجهولات إلى قسمين: قسمٍ يتمكن من الكشف عنه بنفسه مع إضافة العلوم المتراكمة عبر الزمن، وقسمٍ لا يمكن له كشفه إلا عبر واسطةٍ تَصله بالغيب. قد نواجه مشكلةً مع القسم الثاني، خصوصًا في ظل غيبة الإمام المعصوم -عليه السلام- حيث هو الواسطة التي تصلنا بالغيب، فلو استجدَّت لدينا بعض التساؤلات وبعض المجهولات نبقى في حيرةٍ منها في ظل الانقطاع عنه، ولكنْ مع ذلك نسأل: هل هي مشكلةٌ كبيرة ٌ كما قد يتصور البعض؟ أم أنها مسألةٌ تصدى لها الشارع المقدس من خلال بيان ما يحتاجه الناس إلى يوم القيامة؟ إن قال بعضٌ أنها مشكلةٌ عظيمةٌ حيث إننا نعاني ألم الجهل في بعض أمورنا الدينية والدنيوية، أجبتُ بأننا وُجِدنا بهذه الدنيا من أجل غاياتٍ أرادها الله سبحانه وتعالى، وقد كفانا الشارع ما نحتاجه في مسيرتنا تشريعًا وتكوينًا بما يحقق الغايات الإلهية، وإن قالوا أننا نجهل علل الكثير من الأصول والفروع الشرعية، قلت أننا لسنا مكلَّفين بمعرفة العلل فهي ليس

من هنا وهناك (٤٠) منعُ الهواتف على المائدة

صورة
من هنا وهناك (٤٠) منعُ الهواتف على المائدة كرَّرت كثيرًا في مقالاتٍ سابقةٍ ذِكر أهمية اجتماع العائلة على مائدة الطعام وما بعدها، فهي تشكِّل اجتماعًا يقرِّب بين أفرادها من جهة، ويطَّلع فيها كل فردٍ على حال باقي الأفراد من جهة، كما أنها من فرص تأديب أفرادها عمومًا والصغار منهم خصوصا، لذلك أظن أن هذه المسألة من المسائل التي ينبغي مراعاتها بشكلٍّ جادٍّ في مجتمعاتنا المؤمنة. جوٌّ من الاحترام المتبادل ينبغي لنا أن نخلقه في هذه الفترة الزمنية من اليوم، بل وينبغي لنا العناية بها أشدَّ اعتناء، فنسعى لتهيأة الجو المناسب لها، ونلتزم بها التزامًا تاما، لا يزلزله إلا الظرف الصعب، وفيما عدا ذلك فنقدم الجلوس معًا حول المائدة على غيرها. من الظواهر السلبية المنتشرة اليوم ظاهرةُ استعمال الهاتف أثناء الطعام، ولا غرابة إذ أصبح هذا المظهر يغطي كل لقاءاتنا وجلساتنا بأنواعها، لذا فهو قد تسرَّب للمائدة أيضا، ومن الواضح أن هذه الظاهرة أثَّرت على علاقاتنا بشكلٍ كبير، فنحن نعطي انطباعًا لجليسنا أنه أقل أهميةً مما نحن منشغلون به، سواء كان الهاتف أو غيره، وبمثل هذه التصرفات نحن نقضي على روابطنا ا