المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٨

هكذا ضلُّوا بعد البيّنات!!

هكذا ضلّوا بعد البينات!! قال تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لّا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ)[طه/٧٧-٧٨]. أوحى الله تعالى لنبيّه موسى عليه السلام كي يسلُك ببني إسرائيل البحر، وفَرَقَ لهم البحر ليمروا منه، وطمأنه ألا يخاف ولا يخشى أن يدركه عدوّه، فأَتبعهم فرعونُ وجنوده وغّشِيَهم من اليمّ ما غشيهم وغرقوا فيه، أي أنّ الله تعالى نجَّى موسى عليه السلام ومن معه بالمعجزة، مما يترك أثرهُ في النفوس قويًا، فها هو ربّ الأرباب قد نصركم على عدوكم يا بني إسرائيل. ثم ما لبث موسى أنْ غادرَ قومه لفترةٍ من الزمن، ولكنه عندما عاد وجدهم يعبدون العجل حيث أضلّهم السامري، حتّى مع وجود أخيه هارون عليه السلام معهم، فبعد هذه المعجزة العظيمة، وبعد ما رأوه من انتصار موسى على السحرة بمعجزةٍ عظيمةٍ بيّنةٍ أخرى، كيف ضلَّ هؤلاء؟! انظر معي كيف هو حال ابن آدم، وكيف يتقلّب بين الحق والباطل بهذه السرعة، بل وما أسرعه إلى الباطل حتى مع هذه البين

من فيوضاتِ شهر الله - ٣

من فيوضاتِ شهر الله - ٣ ممّا تتميّز به فريضة الصيام وكذلك فريضة الحجّ الامتناع عن بعض المباحات، بل عن بعض المستحبات، خلال وقتٍ معلوم، بالإضافة إلى تشديدِ المنع عن ارتكاب بعض المحرّمات عن طريق فرض عقوباتٍ عليها -وهي الكفّارات- إنْ صحّ تسميتها عقوبات. بهذه الطريقة تتدرّب النفس خلال هذه الفترات على الامتناع عمّا منعها الشارع عنه، بطريقة تتميّز بتشديد ذلك في بعض ما كان ممنوعًا على طول الخط، وبالمنع من فعل بعض الأفعال المباحة والمستحبة كما قلنا، فيما يترتب على الثاني -خصوصًا- نوعٌ من التدريب للنفس عن طريق تركِ ما اعتادت عليه، حيث يصعب غالبًا ترك ما اعتادت عليه النفس من أفعال، وبهذه الطريقة تكون في النفس مرونةٌ أكبر للتخلي عمّا نهى عنه الشارع مدى العمر، جرّاءَ المرونة الحاصلة في التعامل مع أوامر الشارعِ ونواهيه في أيّ وقتٍ أراد. على سبيل المثال يمتنع المسلمون عن شربِ الماء -والذي هو في أصله مباحٌ- من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فيحقّق ذلك مرونةً في النفس من خلال تكرار الفعل مدَّة شهر كامل، امتناع في النهار وإباحة في الليل، فتكون أشبه بالحالة التدريبية التي تكون خيرَ معينٍ للفرد

من فيوضاتِ شهر الله - ٢

من فيوضاتِ شهرِ الله - ٢ ممّا يتميزُ به شهر رمضان التواصل المنقطع النظير بينَ الأرحام وبين المؤمنين، حيثُ تكثرُ فيه مجالسُ الذكر، وتكثر فيه اجتماعاتُ الأهل على وجبات الإفطار، وتتزايد اجتماعات المؤمنين في مجالس العبادة وإحياء أمر أهل البيت عليهم السلام. هذا الأمرُ الذي لا يُنافَسُ فيه شهر رمضانَ من جهة الكمِّ والكيف يُعدُّ من أهمِّ وأفضل ما نُفيدُه من هذا الشهر المبارك، لما نحقِّق فيه من طاعاتٍ محبّبةٍ لله تعالى، ولرسوله ولأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم. رُوي عن الإمامِ الصادق أنّه قالَ للفضيل بن يسار: يا فضيلُ أتجلسونَ وتتحدَّثون؟ قال: نعم جُعلتُ فداك. قال الإمامُ الصادق: إنَّ تلكَ المجالس أحبُّها. فأحيوا أمرَنا، فرحِم الله من أحيا أمرَنا. من الشواهد على أنّنا نعمل بما في هذه الرواية المباركة، المجالسُ التي يفتتحها الأهالي مع دخول الشهر الفضيل، والتي تتضمَّن برنامجًا معيَّنًا، غالبًا ما يبدأ بقراءة القرآن ثمّ الدعاء والزيارة، ويتلو ذلك المائدة وجلوسُ المؤمنين بعضهم إلى بعضٍ يتحدَّثون، ويستخبِرون حالَ بعضهم، ويطرحون ما يطرحون ممَّا يحقِّقُ إحياء الأمر، والذي يجعلُهم

منْ فيوضاتِ شهرِ الله - ١

مِن فيوضاتِ شهرِ الله - ١ قالَ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[البقرة/١٨٣]. رجاءً لأنْ نكونَ منَ المتّقين كُتبَ علينا الصيامُ في هذا الشهر، هذه إحدى العِلل التي أَوجبَ الله من أجلها الصيام علينا لمدّة شهرٍ كامل، وربّما تكون هناك عللٌ أخرى لا نعلمها ولم يصرّح بها الشارعُ المقدس. خلقَنا الله سبحانه وتعالى وأرشدَنا بلطفه نحو ما يقرِّبنا منه ونهانا عمّا يبعِّدنا عنه، فلم يتركنا هكذا دون إرشادٍ وتوجيهٍ وهداية، ومن أهمِّ أجزاء الخطّة الإلهية لصلاحِ الإنسان وهدايته ونجاحه في خلافة الله، هذا الشهر الذي يُعدُّ من المحطّات الرئيسية لتحصيل التقوى، والتي بها يَصلُح حالُ الإنسان في الدنيا وينجو ويرتقي في الآخرة. قالَ تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ)[البقر

التقويمُ، وتقويمُ النفس

التقويمُ، وتقويمُ النفس بدأ أحدُ الأساتذة الكرام -بشكلٍ يومي- بنشر صورةٍ تتضمن معلوماتٍ معيّنةٍ ترتبط باليوم، والمعلوماتِ عبارةٌ عن كون هذا اليوم صالحًا للتزويج أم لا، وكون قصّ الشعر والأظافر فيه مستحبًّا أو مكروها، وما هو الأثر المترتّب عليهما، وهذه المعلومات قائمةٌ على الروايات الواردة عن الرسول الأعظم (ص) والعترة الطاهرة (ع)، وهم دون شكٍّ الجهةُ المعصومة التي نرتبط بها ارتباطًا وثيقًا. في بادئ الأمر لم أكنْ أتابع هذه المسألة بشكلً كبيرٍ، وباهتمامٍ بالغٍ، لكنّني مع مرورِ الأيام بدأت بمراعاتها، بل صِرتُ أنشرها كذلك، وبدأت أعتبرها بشكلً أكبر شيئًا فشيئًا. في الواقع هنالك جهاتٌ كثيرةٌ تتعلّق بالموضوع المطروح، من أهمها الارتباط بأهلِ بيتَ العصمة وما يرد عنهم، أي أنّ المسألة لها بعدٌ عَقَديٌّ يجعل الإنسان يتمسّك بما يرِد من تلك الجهة المعصومة التي يلتزمها، بل أنّ المؤمن إذا وصله شيءٌ عنهم ولم يلتزم به -حتى لو كان مستحباً أو مكروهًا- فإنه يشعر بالتقصير وبالخجل لعدم التزامه. أما الجهة الثانية وهي واضحةٌ كما أتصوّر، فهي مسألة الآثار التي يأخذُها المؤمن بالحسبان، سواء كانت د