المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٣

لا تنشرْ كلَّ شيءٍ

صورة
ذكرت في مقالٍ سابقٍ أن المفكر يتنقل بين القناعات والأفكار بالاعتماد على الأدلة، ويحافظ على الثوابت كما هي، فهي ليست قابلةً لأن يمسَّها بحالٍ بعد أن قامت البراهين عليها، فالمؤمن مثلا لا يجوز له أن يشكك في التوحيد. إلا أن هذا التنقل لا ينبغي أن يكون مع كل ريحٍ تهب أو غيمةِ صيفٍ عابرة، فالارتقاء من الفكرة إلى القناعة، أو هبوط القناعة من كونها قناعةً لمجرد فكرة، أو الانتقال من قناعةٍ إلى أخرى، لا يصح إلا أن يكون عن دليل. هذا ما ينبغي أن يكون. مما مرَّ تبيَّن أن نفس هذه التغيُّرات الفكرية لا ضير فيها، لكن ليس على إطلاقها، فالتغير بين حينٍ وآخر مع كل حدثٍ جديدٍ أو فكرةٍ جديدةٍ تطرأ ليس أمرًا محمودا، ومن هنا ينبغي أن نكون حذرين.. من هنا أصِل لما كنت أريد التنبيه عليه هنا.. قد تتغير قناعاتك بالنسبة إلى شيءٍ ما، وهو حقك ما دام ضمن ضوابط صحيحة، لكن لا يعني ذلك الإعلان عنها بالضرورة، لا سيّما إذا لم تكن هذه القناعة عميقةً بعد، فقد ينكشف لك شيءٌ لم تلتفت له في بادئ الأمر، فيكون التريث هو الطريق الأسلم، وكما انتقلت من قناعةٍ إلى أخرى، قد تنتقل منها وتعود إلى الأولى. أضف إلى ذلك أن بعض هذه الانتقالا

الهدوءُ الفكري والمعرفي

صورة
   في الأشهر الأخيرة أعاني ضغطًا ليس بالقليل لكثرة الانشغالات العلمية -ولله الحمد- بالإضافة لبعض الانشغالات الأخرى، حيث إنني ملتزمٌ بدوامين رسميين صباحًا ومساء، الأمر الذي يحتاج إلى وقتٍ طويلٍ وجهدٍ كبيرٍ كي أتمكن من أداء المطلوب مني على أكمل وجه، كما أنه يستدعي الانتقال عما في يدي قبل أن أرتوي منه.    هذه الحالة بطبيعة الحال تلزمني بالانتقال من مادةٍ علميةٍ لأخرى ومن كتابٍ لآخر في فتراتٍ زمنيةٍ قصيرةٍ متلاحقة، فلا يسمح الحال بالاستقرار لفتراتٍ طويلةٍ في قراءة كتابٍ واحد، وهو أمرٌ له فوائده الكثيرة والكبيرة من جهة، لكنه قد يؤدي للتشتت أحيانا، والانتقال السريع عن المعلومة المؤدي لعدم نضجها الكافي.    أضف إلى ذلك التواجد بين الفينة والأخرى على مواقع وتطبيقات التواصل الإلكتروني، التي تسبب بطبيعتها التشتت وعدم الثبات، فإني وإن كنت أقلل انشغالي بها كثيرًا أثناء الفترات الدراسية المنتظمة إلا أن تواجدي القليل فيها يترك أثره لا محالة.    والنتيجة تتبع مقدماتها كما تعلم.    اليوم -إجازة- عشت فيه حالةً من الهدوء من جهة، وتمكنت ما بعد الظهر من القراءة في كتابٍ واحدٍ لمدةٍ ليست بالقصيرة، فشعرت بنو