كتابات.. وجهُ العلمِ البحراني
وجدتُ الكتابة تعبيرًا ملائمًا عن الشكر والعرفان بالجميل، ولا بد أنَّ موقعَ (كتابات) يفهم ويستوعب المكتوب -دون مترجمٍ- لا محالة. ولا أدري من أينَ أبدأ..
أتوكلُ على اللَّهِ وأقول..
انطلقتْ فكرةُ (كتابات) قبل أكثرَ من ثلاثة أعوامٍ ورأت النور قبل ثلاثة أعوامٍ من يومنا هذا، فكانت صرحًا جامعًا للكلمة، لا تفرِّق بين المؤمنين بأيِّ لونٍ من التفريق، فكان الباب مفتوحًا فيها لكلِّ قلمٍ من أقلام المؤمنين في هذا البلد العظيم، لا سيَّما للعلماء والفضلاء وطلبة العلم أعلى الله مقاماتهم.
ها قد دخل هذا الموقع الجميل والمشروع الرائع عامه الرابع، وهو في تنامٍ مستمرٍ يبعث على الطمأنينة والارتياح بنفوس المهتمين والعاملين في الشأنين العلمي والثقافي، وقد تقدَّم بعض الخطوات الواضحة للمتتبع، وإن كانت الطموحات أكثر بكثير..
كثيرٌ من القامات لم ننتبه لها سابقًا، والعديد من الوجوه الشابة ظهرت للساحة من خلال هذا الموقع، فأغنتْ هذا الموقع وساهمت في مدِّه بمداد العلم والمعرفة والثقافة، وأعلنت عن نفسها عبر صفحاته، ولا زال الطموح كمتابعٍ لما هو أكبر وأعظم، وأظن أنَّ طموحات القائمين على هذا العمل أكبر بكثيرٍ وأضخم من مجرد النشر، لذلك أبقى في شوقٍ دائمٍ للخطوات اللاحقة لأصحاب هذا المشروع.
لاحظت أنَّ القائمين على الموقع يؤكدون دائمًا على ضرورة المناقشة والنقد لما يُطرح، والتداول بين أهل العلم وعامة المؤمنين، وهنا أدعو نفسي ثم أهل العلم وطلبته الأعزاء على العمل بهذا الاتجاه، سواء كان من خلال مناقشة ما يُطرح في هذا الموقع أو في أيِّ مكانٍ آخر، فإنَّ ضربَ الرأي بالرأي ينتج نتاجًا جديدًا وثمرًا يانعًا، والنقد من شأنه أنْ يُحسِّن مستوى ما يُطرح ويرتقي بمستوى الكتَّاب الأعزاء.
مما يُلاحظ أيضًا قلة تقريرات الدروس المنشورة عبر الموقع، وهذا من شأن طلبة العلم الأعزاء ووظائفهم الدرسية، فهذه دعوةٌ أخرى للتحرك بهذا الاتجاه، ولا يخفى أنَّ التقريرات مع ما لها من تأثيراتٍ إيجابيةٍ كبيرةٍ على كاتب التقرير، كذلك هي نوعٌ من الشكر والتقدير للأساتذة والعلماء الأكارم.
طالما اشتكينا في البلد من ضعف الجو العلمي وتأثير الحالة الاجتماعية على طلبة العلم، وهذا العمل خطوةٌ إيجابيةٌ نحو خلق الأجواء العلمية دون شك، لذلك فلنساهم في نموه ونمو الأجواء العلمية في البلد والارتقاء بها لأعلى المستويات.
لو سُئلتُ عن واجهةٍ صالحةٍ لإظهار شيءٍ من الوجه العلمي للبلد لاخترتُ موقع كتابات، مع علمي على نحو اليقين أنَّ هناك مستوياتٌ عاليةٌ أخرى لم تظهر للآن، وأختم كلامي راجيًا تفاعل أهل العلم الأجلاء مع هذا الموقع وإعطائه الأهمية المتوخاة، لنُظهرَ معًا وجهًا مشرقًا ومشرِّفًا من وجوه هذه البلدة العظيمة.
محمود سهلان العكراوي
الخميس ١٢ ذو القعدة ١٤٤٤هـ
الموافق ١ يونيو ٢٠٢٣م
احسنتون جزاكم الله خيرا.
ردحذف