المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٠

يرحمُكَ الله أبا عصام

صورة
كان دائم الحضور لأداء صلاة الجماعة بمسجد الإمام الهادي - عليه السلام - بقرية العكر، على أقل تقديرٍ هذا ما أعرفه من خلال أدائي للصلاة هناك في بعض الأوقات.. كعادته كانت ابتسامته لا تفارقه كلما التقيته، وكان يعطي بعض الملاحظات عندما أشارك بإلقاء كلمةٍ بعد الصلاة، بكل حبٍّ وودٍّ واحترام.. البارحة كانت أولَ صلاةٍ أصليها في هذا المسجد المبارك بعد رحيله، وعندما مرَّ ذكره بخاطري شعرت بانقباضٍ في قلبي، والحزن قد خيَّم بصدري، وشعرت بفقده وكأنه اللحظة مضى.. هكذا حال المؤمن من أمثال أبي عصام عندما يمضي، تحن إليه قلوب المؤمنين في الموارد الطيبة والمواقع المباركة التي اعتادوا تواجده فيها.. حشرك الله مع من تتولَّى من محمدٍ وآل محمد يا (عم).. محمود سهلان  ٢١ جمادى الأولى ١٤٤١هـ ١٧ يناير ٢٠١٩م

من هنا وهناك (٧٠) طفلكَ يعرض نفسه عليك

صورة
عندما يأتي الطفل إلى أحد والديه فإنه يريد أن يعبِّر عما بداخله، وقد يعبر عن ذلك بالكلمات، وقد يضيف إليها ابتسامةً أو عُبوسا، وقد يضطر للملامسة والاحتضان وغيرها من التصرفات، فهو في الغالب لا يمتلك القدرة الكافية على التعبير، خصوصًا في سنوات العمر الأولى، لكن درجة الصدق عنده غالبًا تكون عالية، فإن لم يقلها بلسانه تمكنَّا من فهمها من باقي تصرفاته. إذا كان الأمر كذلك فأهم ما يريده الطفل في مثل هذه الحالة هو الاستماع، وإبداء الاهتمام بشكلٍ مناسبٍ يتمكن من ملاحظته وفهمه بحسبه، وبالتالي فإن مبادرة الطفل للكلام والتعبير عبارةٌ عن فرصةٍ كبيرةٍ للأبوين لمعرفة أفكاره، ونفسيته، ومشاعره، وحاجاته، وغيرها من الأمور، فهو في الواقع نوعٌ من التبرع من الطفل، كيف؟ بكل بساطة يتمكن الأبوان من معرفة شخصية الأطفال بنسبة عاليةٍ جدًّا عندما يتركون لهم المجال للتعبير عما بذواتهم، فإن الطفل ببراءته يقدم غالبًا كل ما بداخله لأبويه، وكلما شعر بالأمان والتجاوب أخرج مكنوناته لهما، فما يشغل باله في بدايات عمره ليس كما يشغل الكبير، فيكفيه الشعور بالأمان وبعض الأمور البسيطة. إذا لم يستمع الأبوان للأب

من هنا وهناك (٦٩) تربيةُ الطفل عمليًا

صورة
من المعلوم بالوجدان وبحسب البحوث العلمية كذلك أن الطفل يقلِّد والديه، فيقتفي أثرهما في أغلب ما يقومان به من أفعال، وما ينطقان به من كلمات، حتى أنه يحاكيهما في مشيتهما وجلستهما وما إلى ذلك، وعليه فإننا نستطيع استثمار هذه الحالة في تربية الأطفال عمليا، بشكلٍ يكون مؤثرًا ومنتجًا أكثر بكثير من مجرد الاقتصار على التوجيه، بل أن التوجيه قد لا ينفع عندما تكون الأفعال بخلافه. قبل أيامٍ كنت بضيافة أحد الأصدقاء من المجدِّين في طلب العلم، وقد هيَّأ له ركنًا في صالة المنزل للقراءة والدراسة، حيث جعل فيه مكتبةً غنيةً بالكتب والمصادر، وما زال يضيف إليها الكتب، وجعل بقربها مكتبًا صغيرًا وكرسيًا ليباشر ما يحب من قراءةٍ ومطالعةٍ ودراسة. في هذه الزيارة وجدت بالقرب من مكتبه طاولة طعامٍ وكرسيٍّ للأطفال، وبنفس اتجاه مكتبه ملاصقان له، لم أسأله لكنه بدأ بالحديث لوحده، فقال أن هذه لابني أحمد أتى بها لوحده، وأخذ الأوراق البيضاء والأقلام في حالة تقليدٍ لي. مثل هذه القصص والحالات تمر علينا ونسمع بأمثالها كثيرا، بحدٍّ لا يجعل للشك مكانًا في صدقها وآثارها، وبالتالي أجد أن هذه الطريقة من شأنها أن