المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٩

دروس عاشوراء (٣) احترام المقامات العالية

صورة
لا أظننا نختلف في ضرورة احترام الكبير إذا أردنا أن يكون المجتمع في حالة استقامةٍ وسلامة، سواء كان الكبير كبيرًا في السن أو صاحبَ مقامٍ عالٍ بين الناس.. جسَّد هذه القيمة العالية العباس بن علي -عليهما السلام- طوال حياته بأبهى صورة، وذلك في تعامله مع الحسن والحسين وزينب عليهم السلام، فكان يحترمهم احترامًا منقطع النظير بين الإخوة كما ينقل التاريخ، وتجلى الأمر أكثر وأكثر بأرض الفداء بكربلاء.. يُنقل عن العباس -عليه السلام- أنه لم ينادِ الحسين -عليه السلام- بأخي، بل كان يناديه دائمًا بكلماتٍ أخرى كـ (سيدي، ومولاي)، لأنه سلام الله عليه تربى في كنف أمير المؤمنين وأمه العظيمة أم البنين -عليهما السلام- وأخذ من أخلاقهما أخلاقًا ومن أدبهما أدبا. التزم العباس -عليه السلام- بذلك طوال حياته لأنه يعرف مقام الولاية أعلى معرفة، فعرف مقام الحسن والحسين -عليهما السلام- معرفةً عالية، فما كان منه إلا إجلالهما واحترامهما احترامًا عظيمًا يليق بهما، حتى قيل أنه لم ينادِ أخاه الحسين -عليه السلام- بكلمة أخي إلا حين شارف على الاستشهاد.. هذا الاحترام وهذا التقدير من أهم الدروس التي ينبغي أن

دروس عاشوراء (٢) عزَّة النفس

صورة
من أهم الصفات الأخلاقية التي تجسَّدت في عاشوراء صفة عزة النفس، فلا تزال مواقف وسلوكيات معسكر الحسين -عليه السلام- تكشف عن هذا الخُلق.. من صمود وثبات مسلم مع وَحدته.. إلى وفاء الأصحاب بعهودهم.. إلى إصلاح القاسم لشسع نعله.. ومن إيثار العباس.. وإباء الحسين.. إلى عفَّة وصبر زينب.. ما تذكر فردًا إلا وتمثلت هذه القيمة العظيمة والخلق الرفيع أمامك، حتى أن العبيد من أمثال جون وغيره لم يقبلوا أن يفترقوا عن ساداتهم، ورفضوا أن يرحلوا عن أرض المعركة بعد أن كانوا في الرخاء يقتاتون من خيراتهم.. هذه الصفة إذا ثبتت في النفس ولَّدت الأخلاق الحسنة والآداب السامية، وظهرت السلوكيات النفسية، فالسخاء والإباء والشجاعة والعفة والترفع عن المطامع والتضحية والوفاء والفداء، كلها لا تكون إلا عن عزة نفس.. لنَرغب إلى مثل هذه العزة والكرامة، ونأخذ هذه الدروس العظيمة من عاشوراء، من كل مواقف الحسين وأهل بيته -عليهم السلام- وأصحابه وأنصاره رضوان الله تعالى عليهم.. محمود سهلان ٧ محرم ١٤٤١هـ ٧ سبتمبر ٢٠١٩م

دروس عاشوراء (١) المعرفة والتوبة

صورة
نتساءل دائمًا ما الذي جعل الحرَّ بن يزيد الرياحي ينتقل من معسكر الباطل إلى معسكر الحق، ليكون شهيدًا من شهداء كربلاء، وصاحبًا من أصحاب الحسين عليه السلام.. ما أستقربه هو أن المعرفة هي من قادت الحر للتوبة والانتقال ليكون ناصرًا للحق ضد الباطل؛ أعني المعرفة بشيءٍ من مقامات أهل البيت -عليهم السلام- ومعرفة (من أين وفي أين وإلى أين).. كان الحر عارفًا بمقام وحرمة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها، وذلك يظهر عندما رفض أن يشتمها أو يذكرها بسوء، وقال أنه ليس له إليها من سبيل.. وكان عارفًا (إلى أين)، وذلك يظهر في لحظة التحول والتوبة، حيث قال: "أُخير نفسي بين الجنة والنار"، ولم يختر النار على الجنة، فمع صعوبة الموقف وشدته، اتبع الحر معرفته، واختار صُحبة الحسين -عليه السلام- والاستشهاد بين يديه، فكانت والله قصَّةً عظيمة، ودرسًا عظيمًا على مر العصور.. قد أتمكن من القول أن المعرفة هي السبيل إلى التوبة، وهذا ما تجسَّد في الحر الرياحي كما يبدو.. محمود سهلان ٤ محرم الحرام ١٤٤١هـ ٤ سبتمبر ٢٠١٩م