المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٤

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخصال (٣) طُوبى لِمَن اعتقدَ بالمعاد

صورة
         حَدَّثنا أبي (رضوان الله عليه)، قال: حَدَّثنا سعدُ بن عبد الله، عن أحمد بن محمَّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السَّكُوني، عن الصادقِ جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليٍّ (عليهم السلام)، قال: قال رسولُ الله (صلَّى الله عليه وآله): طُوبَى لِمَنْ تَرَكَ شَهوةً حاضرةً لِموعودٍ [وفي بعض الكتب (لموعدٍ) كالمنقول في وسائل الشيعة عن ثواب الأعمال] لَمْ يَرَه.        هذه الرواية تُشير إلى أصلٍ من أصول الدين، وهو المعاد، أو تُشير إلى يوم القيامة والجنة، حيث إنَّ الموعود الذي لم يَرَهُ تارك الشهوة في الدنيا هو الثواب الذي يناله على ذلك.   بيان المفردات:      طُوبى: قال في مُختارِ الصِّحاح: "(طوبى) فُعْلَى من الطِّيب، قلبوا الياء واوًا لضمةِ ما قبلها، ويقال: (طُوبى) لك و(طُوباك) أيضا. و(طُوبى) اسم شجرةٍ في الجنة". [الشيخ محمد بن أبي بكر الرازي، مختار الصحاح، الجذر: طيب]. وقال في مجمع البحرين: "طُوبى لهم أيْ طيب العيش، وقيل: طُوبى، الخيرُ وأقصى الأمنية، وقيل: طُوبى، اسمٌ للجنَّةِ بلغة أهل الهند، وقيل: طُوبى، شجرةٌ في الجنة&q

مِدادُ أوال من ينابيعِ الخِصال (٢) التوحيدُ أصلُ الأصول

صورة
       حدَّثنا أبو العباس محمَّدُ بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله تعالى عنه، قال: حدَّثنا محمَّدُ بن سعيد بن يحيى البزوري، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بن الهيثم البلدي، قال: حدَّثنا أبي، عن المعافى بن عمران، عن إسرائيل، عن المقدامِ بن شريح بن هانئ، عن أبيه، قال: إنَّ أعرابيًا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: إنَّ الله واحد؟ قال: فحمل الناس عليه، وقالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تَقسُّمِ القلب؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): دعوه فإنَّ الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال: يا أعرابي إنَّ القول أنَّ الله واحدٌ على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان على الله (عزَّ وجلَّ) ووجهان يثبتان فيه، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: (واحد) يقصد به باب الأعداد، فهذا ما لا يجوز لأنَّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد، أما ترى أنه كفر من قال: (إنه ثالث ثلاثة)، وقول القائل: (هو واحدٌ من الناس) يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه، وجلَّ ربُّنا وتعالى عن ذلك، وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل:

مدادُ أوال من ينابيع الخِصال (١) التمسُّك بالثقلين

صورة
         بسم الله تعالى أبدأ، وعليه أتوكَّل، وبمحمَّدٍ وآل محمَّدٍ (صلوات الله عليهم) أتوسل، حامدًا شاكرا، لنيل رضا الله (عزَّ وجلَّ) راجيا، ولفضله تعالى وعطائه متعرضا، والقرب من آل محمَّدٍ وإمام زماني طالبا.      هذا المقال عبارة عن مقدمةٍ لما يأتي من سلسلة مقالاتٍ بدأت كتابتها مستندًا بالدرجة الأولى إلى روايات كتاب الخِصال للشيخ الصدوق (رضوان الله عليه)، حيث وجدته كتابًا عظيمًا مليئًا بالفوائد، متنوعَ الأبواب، يسير الفهم، وعرفته مُؤدِّبًا ناصحًا لمن ألقى السمع، ومَن سمع القول فاتَّبع أحسنه.      وقد اخترت الانطلاق في هذا العمل من هذا الكتاب لتنوعه في موضوعاته، واختلافه في مستوياتها، فبعضها تأسيسيٌّ وبعضها بنائيٌّ من جهة، وبعضها يتناول جانب العقيدة، وبعضها يتناول جانب الأخلاق والآداب، وغيرها يتناول الجانب الفقهي من جهةٍ أخرى، وما إلى ذلك من الحيثيات والجهات الكثيرة التي لا تخفى على من اطلع على هذا الكتاب العظيم ونهل من ينابيعه.      وقد أسميت هذه السلسلة بعنوان (مِداد أوال من ينابيع الخِصال)، أما القسم الأول من العنوان فلاعتزازي وافتخاري بكوني من هذه الأرض الطاهرة، فنسبت المدا