الضلال بالعلم
عرَّفوا العلمَ بأنه: "حضور صورة الشيء عند العقل". [محمد رضا المظفر، المنطق] أو فقل هو الصور الذهنية للأشياء، فإنَّ كلَّ شيءٍ تدركه تكون له صورةٌ في الذهن، سواء كان الإدراك عن طريق الحواسِّ الخمس أو القوى النفسانية الأخرى. ولكن.. هل كلُّ علمٍ هو نافع؟ أم أنَّ بعض العلوم تؤدي للضلال؟ لا شك أنَّ المعادلة لا تخلو من التعقيد، وقبل التعرض للنصوص المعصومة فلنتأمل التالي.. الإنسان إنما يفكِّر بالرجوع للتصورات الذهنية وتداولها، فإنه إنْ واجه مشكلًا (مجهولا) فإنه يبدأ عملية التفكير للحصول على مطلوبه وحلِّ هذا المشكل، فإذا كانت صوره الذهنية جيدةً فإنها تُعينه على التفكير السليم، أما إنْ كانت فيها بعض الشوائب فإنها تلعب دورها لا شك، بل في بعض الأحيان تخلق له بعض الشبهات التي تحجب عنه أَبدَه البديهيات وأكثر الضروريات ضرورة، أَوَلَم تسمع عمَّن يُنكر القضية الأولية القائلة: (اجتماع النقيضين وارتفاعهما مستحيل)! هذه دون شك أو ريب شبهة، مع اختلاف مناشئها. عملية التفكير تختلف في سرعتها وطول أمدها، لكنها تمرُّ بأدوارٍ معلومةٍ مقررةٍ في علم المنطق، وهي: مقدمتان: الأولى: مواجهة المُشكِل (المجهول).