من هنا وهناك (٧٣) يقبل أن يكون أضحوكةً؟!
تمكَّنت آلاتُ التثقيف العالمية من خلق ثقافاتٍ معينةٍ خلال العقود الماضية، من أهمها جعل الأنا والمال والشهرة من أهم الغايات، فصارت في أعلى سلم غايات البشر، ومما يؤسف له أن يقع المؤمنون في هذه الهُوة السحيقة. اليوم نجد بعض المؤمنين لغاياتٍ متعددةٍ من أهمها ما ذكرناه يتعرَّضون لأنفسهم بالذلِّ والتوهين، والحال أن ذلك ليس من الأمور التي فوَّضها الله تعالى للمؤمن، بل جعل للمؤمن العزة والكرامة. قال الصادق عليه السلام: "إن الله فوَّضَ إلى المؤمن أمرَه كلّّه ولم يفوِّضْ إليه أن يكون ذليلًا، أما تسمعُ الله عزّّ وجلّّ يقول: (ولله العزَّة ولرسوله وللمؤمنين)". [الفصول المهمة، ج٢، كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]. اليوم مع انتشار وسائل التواصل الإلكتروني صارت الأبواب مفتوحةً بشكلٍ واسعٍ جدًّا -لم يسبق له مثيلٌ- للجميع، ومع إضافة مغريات المال والشهرة، وفرص التعبير عن الذات والآراء، نجد بعض المؤمنين قد جرى مجرى غيره من الجهلة، فرَضي أن يكون أضحوكةً أو ذليلًا أمام القاصي والداني، والحال أن هذا لم يفوضه الله تعالى لأحدٍ، ولم يقبله على المؤمنين. هل فكَّر هؤلاء بعيال