المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٨

فطرةُ الإنسان تدعوه للتمسّك..

فطرةُ الإنسان تدعوه للتمسّك.. حبّ الإنسان لنفسه، ورغبته بأن يكون سعيدا، وحاجته للشعور بالأمان، أمورٌ تقوده للتمسك بما يحقق له ذلك -الأمان والسعادة- وغيره من الحاجات والرغبات، فنجده على سبيل المثال يبحث عن المال ليؤمِّن حاجاته اليومية، ويتعالج من الأمراض، ويطرد الأوجاع والآلام والمخاطر عن نفسه، فيبتعد عن كلّ خطرٍ يحتمله كحبسه الحيوانات المفترسة، والسكنى بعيدًا عنها، وغيرها من بديهيات الأمور الكاشفة عن حبّ الإنسان لنفسه وسعيه لسعادته وأمنه. قد يكون ما مرّ متعلق بشكل أكبر بعالم الشهود، أما الغيبيات فهو عاجزٌ عن فهمها أو معرفتها  بعقله بشكلٍ تام، وإن تمكن من بعضها، فهو لذلك محتاجٌ للعالِم بالأمور الغيبية والعالم بما وراء هذه الطبيعة التي يعيشها حتى يكشفَ له ما هو خافٍ عنه ويعرِّفَه إياه، لذلك لا بدّ من التمسّك بالقادر على ذلك ممّن يستطيع أنْ يأَمن على نفسه عن طريقه ويطمئنّ له، وما تتحقّق سعادته عن طريقه، بما يدفع أيّ خوفٍ من نفسه ليحلّ الاطمئنان بدلًا عنه. ومن الواضح أنّ الأعرف بالشيء هو صانعه، والأعرف بالمخلوق هو الخالق، وعليه فهو العارف بمصلحته وما يحقّق له أمانه وسعادته، فيكون ال

قولٌ في أسلوبِ الصّدمة

قولٌ في أسلوبِ الصّدمة قد يقومُ بعض الأنبياء والأوصياء ببعض الأفعال التي تشكِّل صدمةً للمتلقي فردًا كان أم جمعًا، خصوصًا فيما يتعلق بالمسائل الكبرى كالتوحيد مثلا، ولذلك أمثلةٌ حكاها القرآن الكريم، كما فعل إبراهيمُ عليه السلام حين واجه مجتمعه وحطّم الأصنام، وكما واجه موسى عليه السلام فرعون، وغيرها من الحوادث. عندما يكون الحديث عن الأنبياء أو الأولياء من المعصومين عليهم السلام فنحن نتحدّث عن معصومٍ يصيب الواقع دائمًا، ويعلم ما هو الحق دائمْا، كما أنه محيطٌ بالأمور، بل قد يِستدلُّ على علمه بما هو كائنٌ في المستقبل، وهذا ما لا يمتلكه الإنسان العادي، وهذا الفارق الجوهري بين المعصوم وغيره تترتَّب عليه أمورٌ كثيرة، فمن يعرف حقائق الأمور ليس كمن لا يعرفها.. يعتمد الكثير من العلماء والمبلغين على أسلوب الصدمة كما يعبّر البعض، فيأتي ليطرح شيئًا مفاجئً صادمًا للناس بقصد، كأن يشير إلى معتقدٍ من معتقداتهم أو فعلٍ من أفعالهم ويصفه بعدم الصحّة أو الخرافة أو ما شابه، فيترك الناس في حيرةٍ من أمرهم -بغض النظر عن صحة ما يذهب إليه من قول-، فتحلُّ بالناس عدة حالات، بين ذهولٍ وشكوكٍ وتزلزلِ معتقدٍ وفك