فطرةُ الإنسان تدعوه للتمسّك..
فطرةُ الإنسان تدعوه للتمسّك.. حبّ الإنسان لنفسه، ورغبته بأن يكون سعيدا، وحاجته للشعور بالأمان، أمورٌ تقوده للتمسك بما يحقق له ذلك -الأمان والسعادة- وغيره من الحاجات والرغبات، فنجده على سبيل المثال يبحث عن المال ليؤمِّن حاجاته اليومية، ويتعالج من الأمراض، ويطرد الأوجاع والآلام والمخاطر عن نفسه، فيبتعد عن كلّ خطرٍ يحتمله كحبسه الحيوانات المفترسة، والسكنى بعيدًا عنها، وغيرها من بديهيات الأمور الكاشفة عن حبّ الإنسان لنفسه وسعيه لسعادته وأمنه. قد يكون ما مرّ متعلق بشكل أكبر بعالم الشهود، أما الغيبيات فهو عاجزٌ عن فهمها أو معرفتها بعقله بشكلٍ تام، وإن تمكن من بعضها، فهو لذلك محتاجٌ للعالِم بالأمور الغيبية والعالم بما وراء هذه الطبيعة التي يعيشها حتى يكشفَ له ما هو خافٍ عنه ويعرِّفَه إياه، لذلك لا بدّ من التمسّك بالقادر على ذلك ممّن يستطيع أنْ يأَمن على نفسه عن طريقه ويطمئنّ له، وما تتحقّق سعادته عن طريقه، بما يدفع أيّ خوفٍ من نفسه ليحلّ الاطمئنان بدلًا عنه. ومن الواضح أنّ الأعرف بالشيء هو صانعه، والأعرف بالمخلوق هو الخالق، وعليه فهو العارف بمصلحته وما يحقّق له أمانه وسعادته، فيكون ال