ظهورُ المكنونات، والبييةُ الحاضنة
ظهورُ المكنونات، والبيئةُ الحاضنة يحصلُ أنْ تتفاجأ بفعلٍ ما من أحد الأفراد، أو بحادثةٍ عرضية أو ظاهرةٍ اجتماعية جديدة غير متوقعة، ذلك أن بوادر الفعل أو الحادثة أو الظاهرة كانت غير ظاهرةٍ لك أو أنّ أجزاءها كانت مفكّكة، أو اجتمع بعضها دون بعضها الآخر. على مستوى الفعل الفردي قد يكون فعلًا عابرْا على نحو الحال كما يعبِّرون في علم الأخلاق، وقد يكون ملكةً خافية لكنها ظهرت عندما أصبح الظرف ملائمًا لظهورها، كأن يغضبَ إنسانٌ اعتدنا منه طيب الكلام في حال هدوئه، وإذا به يسبّ ويشتم ويصرخ ويزمجر. لكنّ الظهورَ لا يقتصر على هذا فإنّ الحاذقَ ذا الحدس قد يتمكن من استكشاف بعض مكنوناتِ الآخرين من قسمات وجوههم وفلتات ألسنتهم، وغيرها من العلامات، وقد ورد هذا المضمون عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام في قوله: (مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَ صَفَحَاتِ وَجْهِهِ). أمّا على مستوى الحوادث الجماعية والظواهر الاجتماعية فلا يختلف الأمر كثيرا، حيثُ أننا قد نستغرب وقوعَ حدثٍ ما أو بروزَ ظاهرةِ جديدةٍ لم نكن نتوقعها، لكنها في الواقع كانت مكنونةً فنجدها تطفو مع توافر الظّرو