المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٨

ظهورُ المكنونات، والبييةُ الحاضنة

ظهورُ المكنونات، والبيئةُ الحاضنة يحصلُ أنْ تتفاجأ بفعلٍ ما من أحد الأفراد، أو بحادثةٍ عرضية أو ظاهرةٍ اجتماعية جديدة غير متوقعة، ذلك أن بوادر الفعل أو الحادثة أو الظاهرة كانت غير ظاهرةٍ لك أو أنّ أجزاءها كانت مفكّكة، أو اجتمع بعضها دون بعضها الآخر. على مستوى الفعل الفردي قد يكون فعلًا عابرْا على نحو الحال كما يعبِّرون في علم الأخلاق، وقد يكون ملكةً خافية لكنها ظهرت عندما أصبح الظرف ملائمًا لظهورها، كأن يغضبَ إنسانٌ اعتدنا منه طيب الكلام في حال هدوئه، وإذا به يسبّ ويشتم ويصرخ ويزمجر. لكنّ الظهورَ لا يقتصر على هذا فإنّ الحاذقَ ذا الحدس قد يتمكن من استكشاف بعض مكنوناتِ الآخرين من قسمات وجوههم وفلتات ألسنتهم، وغيرها من العلامات، وقد ورد هذا المضمون عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام في قوله: (مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَ صَفَحَاتِ وَجْهِهِ). أمّا على مستوى الحوادث الجماعية والظواهر الاجتماعية فلا يختلف الأمر كثيرا، حيثُ أننا قد نستغرب وقوعَ حدثٍ ما أو بروزَ ظاهرةِ جديدةٍ لم نكن نتوقعها، لكنها في الواقع كانت مكنونةً فنجدها تطفو مع توافر الظّرو

الرجوع للثوابتِ نجاتُنا وتضييعها ضياعنا

الرجوعُ للثوابتِ نجاتُنا وتضييعها ضياعُنا من المشاكلِ العميقة التي نعاني منها اليوم ضعف الارتكاز على نظرةٍ واضحةٍ للحياة، مما يضطرنا للتبرير غير المرتكز على شيءٍ ثابت يمكننا التعويل عليه، سواء التبرير لأنفسنا أو للآخرين، وعدم الثبات أيضًا يجرنا للنسبية المطلقة التي لا ضوابط لها إلا ما تراه أنفسِنا وأفكارُنا وثقافاتُنا الشخصيّة، فلا يؤول أمرُ الفردِ والمجتمع بسبب هذا إلا للشتات.. يأمرنا الله سبحانه وتعالى بالطواف حولَ الكعبة المشرفة، فنحكِّم عقولَنا (بل أهواءنا وثقافاتِنا الشخصية) دون الرجوع لأيّ ثابتةٍ فنرفض العمل ونبرِّر ذلك، فنقول: الله لا يريد هذا لأنه لا فائدةَ منه والله غني عنه. هذا في حال تحكيمِ الأهواءِ والثقافات الشخصية، أمّا بالرجوع للثوابتِ المقرَّرَة في محلّها نقول: الله هو الغنيُّ المطلق والربّ الذي تجب طاعتُه فينبغي التسليم لأمره والالتزام به، سواء تمكَّنا من معرفة فلسفة الأمر أم لا، وحيثُ أنه تعالى حكيمٌ فلا يمكن أن يصدرَ منه إلا ما تقتضيه الحكمة فلا بدَّ من وجود منافعَ من هذا العمل الذي أَمرَنا به وهو الطواف، وكذلك نستطيع أن نُرجِع هذه المنافعَ لإيماننا بالغيب وهو ث

العنصريّة.. بالوتيلي.. الإعلام..

العنصريّة.. بالوتيلي.. الإعلام.. مرّةً أخرى يتعرّض لاعب كرة القدم الايطالي (الأسَود البشرة) ماريو بالوتيلي للهجماتِ العنصريَّة من الجماهير أثناء مباريات الدوري الفرنسي، وقد سبقَ أن تعرّض للكثير من التعديات من هذا النوع، وعندما توجَّه بالشكوى لحَكَم المباراة تلقّى بطاقةً صفراء منه، مع أنّ بعض القوانين والبروتوكولات تُعطي الحَكَم الحق باتخاذ بعض القرارات بهذا الشأن، لكنه لم يحرِّك ساكنًا بل أنذر اللاعب!! هذه الحالات في الملاعب الأوروبية خصوصًا تَخبوا ثم تَطفوا على السطح على فتراتٍ متفرّقة، حتى أن بعضَ اللاعبين امتنع عن إكمال المباراة وخرجَ من الملعب وهو يبكي بشدة! هل يصح أن نقولَ أن هذه العنصرية ضدّ السود وغيرهم هي السمة الغالبة هناك في أوروبا؟ شخصيًا لا أستطيع أن أقولَ ذلك ولا أستطيع إثباتَه فأكون مدَّعيًا دون أدلَّةٍ توضِّح مدى انتشارِ مثل هذه الظاهرة هناك، لكنني أودُّ الإشارة إلى نقطةٍ مهمةٍ جدًّا في نظري.. يحاول الكثيرُ من الغربيين تسليطَ الأضواء على الإسلام وعلى بعض الفئات ورَميهم بالإرهاب والعنصريّة أو غير ذلك، ويُحشِّدون الجنود والمال إعلاميًا من أجل ذلك، كي يتمكنوا من

كلّ الحياء في الدين!

كلُّ الحياء في الدين! تنتشر بين الناسِ عبارة (لا حياء في الدين) فهل مضمون هذه العبارة صحيح؟ للإجابة على هذا السؤال فلنتوجَّه لِما يَعتمد عليه الدين الحقّ في تشريعاته لنرى إنْ كانت هذه العبارةُ صحيحة أم لا، ولِنعرف العلاقةَ بين الحياء والدين. عن عليٍّ عليه السلام قال: (هبطَ جبرئيلُ على آدم عليه السلام فقال: يا آدمُ إني أُمرتُ أن أُخيرك واحدةً من ثلاثٍ فاخترها ودَع اثنتين فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: إني قد اخترتُ العقل فقال جبرئيل للحياء والدين: انصِرفا ودعاه فقالا: يا جبرئيل إنا أُمرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وَعَرج)[أصول الكافي/ج١]. عن أبي عبدِ الله عليه السلام قال: (الحياءُ من الإيمان والإيمانُ في الجنة)[أصول الكافي/ج٢]. عن أحدِهما -أي عن أحدِ الصادِقَين عليهما السلام- قال: (الحياء والإيمان مقرونانِ في قرن، فإذا ذهبَ أحدهما تبعه صاحبه)[أصول الكافي/ج٢]. عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (لا إيمانَ لِمَن لا حياءَ له)[أصول الكافي/ج٢]. قال رسولُ الله (ص): (أربعٌ مَنْ كُنَّ فيه، وكان من قرنه إلى قدمه ذنوبًا بدَّلها الل